تحدثت صحيفة الفايننشيال تايمز عن تغير وتردد مواقف الناخبين من المرشحين الرئاسيين، والتقت مع عدد من الناخبين الذين اختاروا قبلا المرشحين الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية، ويتجهون الآن للتصويت لمرشحين بعيدين عن التيار الإسلامى فى الرئاسة. وتنقل عن أبو حمدى على، صاحب مشتل بالفيوم، والذى كان قد اختار حزب النور فى الانتخابات البرلمانية، تأييده لرئيس الوزراء السابق أحمد شفيق. ويقول على: "قبلا كنا نريد الانتقام، وأن نقول للنظام القديم إن زمانهم قد انتهى. لكن هذه المرة نريد الأمن والاستقرار". وفى علامة على تراجع شعبية الإخوان، أبدت مجموعة من سائقى سيارات التاكسى بأحد المدن الريفية تأييدهم لعبد المنعم أبو الفتوح، الإخوانى المنشق الذى يروج لنفسه بأنه إسلامى معتدل، غير أنه فى ذلك الوقت أبدى بعضا من هذه المجموعة دعمه لعمرو موسى، وزير الخارجية السابق. وفى محطة بنزين اختلف الواقفون بشأن المرشحين السابقين وحمدين صباحى وأحمد شفيق ومحمد مرسى. واعتبرت الصحيفة أن تفتيت الأصوات بين المرشحين الخمسة يصب فى مصلحة محمد مرسى، مرشح الإخوان لأنه يتمتع بالآلة السياسية الأقوى. فبينما ملصقات الحملات الأخرى تصطف على طول الطرق الرئيسية فى الفيوم، فإن الإخوان يصلون إلى العمق وداخل المسارات الضيقة، حيث القرى الصغيرة النائية. وفيما يقول السكان إن بعض الزعماء الدينيين يوجهون المصلين خلال صلاة الجمعة للتصويت لصالح مرشحى التيار الإسلامى، فإن الصحيفة تؤكد أن الكثير من هؤلاء الذين صوتوا قبلا للأحزاب الإسلامية فى البرلمان، يقولون إنهم سيصوتون لواحد من الثلاث الليبراليين: صباحى أو موسى أو شفيق. فيما ينقسم الراغبين فى التصويت للتيار الإسلامى بين مرسى وأبو الفتوح. ويقول شعبان راضى، خريج كلية تجارة وأحد العاطلين من الفيوم، إنه اختار قبلا حزب الحرية والعدالة فى الانتخابات البرلمانية، لكنه الآن متردد بين صباحى أو موسى. وتشير الصحيفة إلى أن الناخبين مصابون بخيبة أمل نتيجة الأداء المتردى للإسلاميين فى البرلمان. فإن الأعضاء الإسلاميين يتحدثون كثيرا لكنهم فى النهاية فشلوا فى حل مشكلات مياه الصرف الصحى والنقل ومشاكل الوقود. وتختم الفايننشيال تايمز، مؤكدة أن تجربة الديمقراطية فى مصر سمحت بولادة رواية سياسية متطورة، فلقد بات الناخبون المصريين يتحدثون عن خلق التوازن بين برلمان يهيمن عليه الإسلاميون وبين الرئاسة.