في مشهد يلخص ألمًا إنسانيًا تجاوز كل حدود المزاح، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو أثار غضبًا واسعًا، يظهر فيه مجموعة من الشباب وهم يسخرون من رجل بسيط يقود عربة كارو في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة. المشهد لم يتوقف عند الكلمات الجارحة، بل تطور إلى انقلاب العربة على يد هؤلاء الشباب وسط قهقهاتهم، بينما يقف صاحبها مذهولًا أمام قسوة الموقف. المجني عليه، وهو عامل بسيط يقيم في دائرة مركز شرطة إدكو، سرد تفاصيل الواقعة بقلب مثقل. قال إنه كان يسير بعربته الكارو متجهًا لتأمين قوت يومه، قبل أن يعترض طريقه أربعة شباب قرروا أن يجعلوه مادة للتسلية الرخيصة. قلبوا عربته، ضحكوا، وصوروا المشهد بكاميراتهم، غير مبالين بجراح الكرامة التي خلفوها. ما بين آهات الرجل ونظراته الموجوعة، تحركت أجهزة وزارة الداخلية سريعًا، لتحدد هوية المعتدين. أربعة عاطلين، مقيمون في نفس المنطقة، تم القبض عليهم واعترفوا بارتكاب فعلتهم، زاعمين أنها كانت مجرد "مزحة". لكن، أي مزاح هذا الذي يدوس على إنسانية الآخرين؟ وأي ضحك يُبنى على أحزان الضعفاء؟ اتخذت الشرطة الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتهمين، في خطوة جاءت كرسالة بأن كرامة البسطاء ليست لعبة في أيدي العابثين.