اختارت صحيفة الفاينانشيال تايمز سالى توما، أحد شباب الثورة، لتكون بين نساء الربيع العربى الذين يقفون على جبهة النضال حتى الآن ولم ينسحبوا، رغم مرور 15 شهراً على رحيل نظام مبارك. وقالت إن سالى هى المرأة الوحيدة فى قيادات شباب الثورة التى مازالت تقف على الجبهة حينما تندلع الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين.. ونقلت عنها، "أرتدى قناعا اصطناعيا وأذهب لمساعدة أولئك الذين يصابون باختناقات بسبب الغاز المسيل للدموع". وتضيف سالى، الطبيبة صاحبة ال33 عاماً، فى حديثها للصحيفة، "إذا كنت مقتنعة بمبررات المظاهرة أنتقل للمشاركة، وإذا لم أكن فإننى أذهب فقط فى حالة وجود عنف ضد المتظاهرين، لتوفير مظلة حماية لهم وحتى لا يتهم أحد الثوار بالجلوس فى منازلهم". وأكدت سالى أنه لا يجب أبداً مغادرة الميدان، قائلة، "لقد سمحنا لجنرالات الجيش أن يقنعونا بأنهم خلصونا من النظام السابق، وأن الجيش حمى الثورة، لكنهم ضحوا بمبارك فقط ليتمكنوا من الاستمرار فى السيطرة على البلاد". ورغم أنها مسيحية لكنها لا تشارك الأقباط فى مخاوفهم من صعود الإسلاميين. وقالت، "لا أشترك فى الإسلاموفوبيا، فلقد تم تحرير الكثير من النساء بمشاركتهن فى الثورة، بما فيهم أولئك الذين يرتدون الحجاب والنقاب". وأضافت، "نتطلع وستأتى لحظتنا، فلن يستطيع أحد إجبار المرأة المصرية على أى شىء ضد إرادتها، فلقد كسرنا حواجز الاهتمام بما سيقوله الناس". وتابعت أنه ليس فقط الإسلاميين هم الذين يهمشون المرأة، وإنما أيضاً الأحزاب التى تصف نفسها بالحداثة والتقدم، فإنها لا ترشح سوى عدد قليل من النساء فى الانتخابات، وختمت أن المرأة المصرية تقاتل ضد الجيش والمجتمع الأبوى معا وليس الإسلاميين فقط.