أكدت صحيفة "السفير اللبنانية" أن المناظرة التلفزيونية التى تمت أمس الأول الخميس بين أقوى مرشحين للرئاسة المصرية عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح على مدى نحو خمس ساعات تعد واحدة من أهم إنجازات الثورة المصرية وأحلى زهور الربيع العربى. ولفتت الصحيفة أن هذه المناظرة شهدت على انتقال مصر إلى دولة ديمقراطية حقيقية، وعلى ارتقاء مجتمعها ونخبتها فوق مستوى كل ما أنتجته الثقافة السياسية العربية على مدى القرن الماضى. وأشادت الصحيفة فى مقال لمدير تحريرها ساطع نور الدين بفكرة المناظرة التى هى بحد ذاتها مظهر من مظاهر رسوخ وعى جديد أفرزته ثورة يناير التى لا يزال بعض المصريين ومعظم العرب يسيئون فهمها، ويعتبرونها خلعا للرئيس السابق حسنى مبارك وانقلابا إسلاميا على نظامه، سبقه الحصول على تأييد الغرب وتواطئه، وينكرون على الأرجح أن التلفزيون المصرى عرض محاكمة علنية جريئة للطرفين اللذين كان يمثلهما الرئيس المخلوع وفريقه من جهة، والتيار الإسلامى الذى حاول الاستيلاء على الثورة ومكتسباتها من جهة اخرى. وقال ساطع نور الدين لم يكن هناك عيب واحد فى المناظرة ولم يكن هناك خلل فى إدارتها ولا فى أسئلتها ولا فى خلاصتها وكما هى العادة بعد المناظرات باللغات الأجنبية، ستكون المناظرة اعتبارا من اليوم عنوانا رئيسيا لاستطلاعات الرأى التى تحولت منذ بدء المعركة الانتخابية المصرية إلى تقليد ثابت ومصدر موثوق لميول الجمهور وخياراته. واختتم بالتأكيد أن المناظرة ستسجل باعتبارها واحدة من أهم أعمال الدراما التلفزيونية المصرية.. التى كانت وستعود إلى موقع الريادة العربية. ولن يطول الانتظار حتى تعرض محطات التلفزيون التونسى والليبى واليمنى والسورى، مناظرات مماثلة بين مرشحين للرئاسة يدركون جوهر الربيع العربى ووعده بتحطيم أصنام الاستبداد وأساطير الإسلام.