ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن فرنساسعيدة بتخلصها من الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى، الذى خسر فى انتخابات الإعادة، التى جرت أمس، الأحد، أمام المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند، مشيرة إلى أنه لم يكن رئيساً فعالاً، فضلاً عن تعرضه للزلات العلنية. ولكن لفتت الصحيفة الأمريكية- فى سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى- إلى أن ما لا تعلمه فرنسا أنها ستفتقد ساركوزى أكثر مما تدرك، حيث من خلال الفظاظة والتعليقات الجديرة بالسخرية، فإن ساركوزى عمل على تغيير تفكير فرنسا فى الرئاسة، تماما كما غيّر ما تعتقده أمريكا فى الفرنسيين. وأوضحت الصحيفة أن ساركوزى لم يكن أكثر اختلافاً عن الرؤساء الذين سبقوه، فمنهم من اتهم باختلاس الأموال العامة- جاك شيراك- ولكنه لا يزال محبوبا من الفرنسيين، والرئيس فرانسوا ميتران الذى يعتبر رئيسا كريماً، بالرغم من حقيقة عشيقته وابنته التى أخفاها عن الرأى العام، أما ساركوزى فهو كما يعرف عنه محب للنساء والاحتفالات. وأردفت الصحيفة تقول أن هولاند يمثل العودة إلى الاعتدال، حيث الهدوء والسكينة وكره المواجهة، لذا فهو سيجسد فرنسا كما لا يرغب أحد من الخارج أن تظهر كنخبوية ورقيقة وبمنأى عن المشاكل. وقالت الصحيفة إن ساركوزى لم يكن فى الواقع فرنسياً كما يعرف الفرنسيون، كما لم يكن شرهاً أو أكاديميا، لقد كان يحب أمريكا دون أن يخجل من قول ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن ساركوزى كان يعد بمثابة رجل أمريكا فى أوروبا، ولمدة خمس سنوات، كان يمكن الاعتماد عليه، وها هو الآن قد غادر، فالتصويت كما تقول الصحيفة لم يأت رفضا لسياسات ساركوزى فقط، ولكنه كان نتيجة لغروره وسوء سلوكه أيضاً. كما نوهت الصحيفة إلى التاريخ الطويل الذى يجمع بين فرنسا وأمريكا.. لافتة إلى أن التكيف مع الرئيس الفرنسى الجديد فرانسوا هولاند وسياساته سيستغرق بعض الوقت.. مشيرة أيضا إلى أن ذلك من شأنه أن يساعد الجانب الأمريكى على تعلم ما هى الاشتراكية الحقيقية. وفى ختام تعليقها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن غياب الفرنسى نيكولا ساركوزى قد لا يشعر به الفرنسيون الآن، ولكنهم سيشعرون به فى وقت ما، الأمر الذى تعتقد أنه سيكون سيئاً بالنسبة لهم.