نعيش فى المجتمع الآن حالة من الإرهاب الفكرى ، فالإخوان المسلمون يتصورون أنهم الأولى بقيادة المجتمع، وقد خرج علينا بعض المرشحين ممن تم استبعادهم ليشككوا فى لجنة الانتخابات، ويهددوا بإعلان الجهاد وأعداد هائلة من المنتمين لتيارات أخرى تشكك فى الإخوان والسلفيين والليبراليين فالكل يهاجم الكل وتفشت الشائعات وانطلقت الصحف دون رابط أو ضابط، لتنشر الأكاذيب والفضائيات تخصصت فى الفرقعة الإعلامية بموضوعات لا أساس لها من الصحة، ولذلك أتمنى أن يصدر مجلس الشعب قانونا يعاقب بشدة كل من ينشر الشائعات والأكاذيب والموضوعات الملفقة بحسب أن مصر فى مرحلة انتقالية لا يجب أن نترك فيها الحبل على الغارب. إننا فى مصر يجب أن نحترم آراء وأفكار الآخرين ولا نترك لأعداء الوطن نشر الفتنة والبلبلة وإحداث الفرقة. لا يكفى أن ينشر تكذيب عن الشائعة المغرضة ولا يجب أن يكتفى المجلس العسكرى بالتزام الصمت تجاه ظاهرة انتشار الشائعات، وله أن يتصدى للفتن بدلا من ترك المجتمع المصرى للأقاويل المرسلة والتخرصات الفارغة، والشائعات المغرضة. ولا يمكن أن تكون هذه الظاهرة إلا بتدبير وتخطيط لتقويض أمن وسلامة المجتمع. لقد باتت ظاهرة الانتقاد والهجوم على الآخرين وتهميش الأدوار والتقليل من الأداء الوطنى أسوأ ما فى المجتمع المصرى الآن، لقد تجرأ البعض وظن أن الثورة تعنى أننا يجب أن نخاطب المسئولين بحسبهم أجراء لدينا أو أن الصوت العالى والعجرفة هى الأسلوب المثالى لأبناء الثورة. إن الثورة تعنى تهذيب النفوس والارتقاء بمستوى التعامل.. إن الثورة دليل على الرغبة فى الديمقراطية واحترام الرأى الآخر.. وتشجيع الأوفياء من رجالات مصر الذين يعانون الآن من تسونامى النقد والهجوم بلا هدف أو سبب إلا لمجرد التنفيس وإحساس خاطئ بأن ذلك من لوازم الثورة.