خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السورى بشار الأسد إلى باحات وشوارع المدن والقرى أمس الجمعة، غداة تطبيق وقف إطلاق النار الذى سجل خرقا تمثل بإطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين ما تسبب بمقتل ستة مدنيين، فى حين أبدت روسيا فى مواجهة مع الغربيين فى الأممالمتحدة تحفظات على مسودة قرار يتعلق بإرسال مراقبين إلى سوريا ما قد يؤخر صدوره. ووزع ناشطون على شبكة الإنترنت أشرطة فيديو تظهر تجمعات حاشدة فى مناطق عديدة، أكبرها فى مدينة دوما فى ريف دمشق وفى اللطامنة فى ريف حماة، مع عشرات أسماء المدن والقرى والبلدات التى اختلطت فيها "أعلام الثورة" مع الهتافات الداعية إلى رحيل الأسد واللافتات المبتكرة، وأقسم المتظاهرون فى دوما "باسم الله العظيم لن نتراجع عن ثورتنا حتى إسقاط هذا النظام الكافر والاقتصاص من القتلة ومحاكمتهم". ومن المقرر أن يجرى مجلس الأمن الدولى تصويتا اليوم السبت، فى نيويورك على مشروع قرار يسمح بنشر مراقبين فى سوريا لمتابعة وقف إطلاق النار بعد مفاوضات شاقة بين الغربيين والروس الذين ما زال دعمهم للنص غير أكيد. وأوضح المرصد السورى لحقوق الإنسان أن القتلى توزعوا على مناطق عدة من سوريا، فسقط اثنان منهم فى مدينة حماة، وثالث فى مدينة سلقين فى ريف إدلب، ورابع قرب مسجد فى بلدة نوى فى محافظة درعا، وخامس فى داريا فى ريف دمشق لم يكن يشارك فى التظاهر لكنه أصيب برصاص عشوائى أطلق لتفريق تظاهرة، وسادس فى حى الأنصارى فى مدينة حلب، حسبما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، فيما قُتل عسكريان من القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد هما ضابط برتبة رائد فى مدينة حماة وعسكرى احتياط سقط فى حى السكرى فى مدينة حلب. وذكر مدير المرصد رامى عبد الرحمن أن "التظاهرات كانت حاشدة أكثر بكثير من الأسابيع الماضية، وأن عشرات الآلاف خرجوا فى مناطق عدة من درعا إلى دمشق وريفها، ومن بعض أحياء مدينة حمص وقرى وبلدات فى ريفها إلى حماة وريفها، ومن حلب ودير الزور إلى مناطق كردية عدة"، مشيرا إلى أن "العدد يعتبر ضخما فى ظل الانتشار الأمنى الكثيف ووجود آلاف المعتقلين فى السجون وتحييد بعض المناطق التى نزح سكانها خلال الأسابيع الماضية بسبب العمليات العسكرية التى نفذتها قوات النظام".