أكدت صحيفة "الأثيوبيان هيرالد" الأثيوبية اليومية أن العلاقات بين إثيوبيا ومصر تعززت بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، ووضعت حداً لانعدام الثقة والاشتباهات المتبادلة فى نوايا كل طرف للآخر فى عهد نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وذلك بالرغم من الروابط الثقافية والتاريخية الكثيرة والعميقة بين الجانبين. وقالت الصحيفة إن جهود تحسين الفهم المشترك بين البلدين أتى بثماره حتى الآن، مشيرة إلى أنه "يوجد الآن على الأقل تفهم عام من البلدين للتمسك بنهج تحقيق مكاسب للجميع، خاصة فيما يتعلق باستخدام مياه النيل". وأضافت أن اللجنة الفنية الثلاثية التى شكلت مؤخرا بين مصر وأثيوبيا والسودان لبحث آثار سد النهضة "الألفية" الأثيوبى على الدول الثلاث، ليست مسئولة فقط عن تحديد مزايا هذا المشروع لشعوب المنطقة، بل أيضا لبحث الفرص الممكنة المختلفة التى يمكن استغلالها فى الدول الثلاث بحسن نية، وكذلك التعاون والإدارة الفعالة للمياه، بما يؤدى إلى تطوير مشروعات تنموية كبيرة على مياه النيل. وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الإثيوبية تعتقد أن المصالح الوطنية لمصر والسودان ستكون محمية بشكل أفضل عندما يكون هناك اتفاق بين دول حوض النيل، حول استخدام منصف للمياه، يأخذ فى الاعتبار حياة كل شعوب حوض النيل. وقالت إن أثيوبيا تعطى اهتماماً كبيراً لإقامة علاقات طيبة مع دول المنطقة، وترغب فى زيادة للحد الأقصى للمزايا المشتركة بين الجميع، وهذا يعود للسياسة الخارجية للبلاد التى تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم، والتعاون من أجل الوجود السلمى المشترك فى المنطقة لتيسير التنمية المستدامة. وأضافت الصحيفة أن مشروع سد النهضة الأثيوبى فرصة ذهبية لشعوب دول حوض النيل، وأن أثيوبيا سوف تستخدم مياه النيل لتوليد الطاقة الكهرومائية، وأن مصر والسودان سيكون بوسعها مواصلة استخدام هذه المياه للرى. وأكدت أن السد لن يضر بدولتى المصب، حيث يقع فى ممر عميق بارد، وهو ما يؤدى إلى تقليل للحد الأدنى من تبخر المياه، وبالتالى يمكن أن يزيد من كميات المياه التى تصل إلى كل من مصر والسودان، وقالت إن السد سيكون أيضا فرصة لتقليل الطمى المتراكم خلف السدود فى كل من السودان ومصر، مشيرة إلى أن السودان على سبيل المثال ينفق 70% من ميزانيته المخصصة للموارد المائية على تجنب تراكم الطمى خلف سدوده.