بدأت إحدى المحاكم فى العاصمة التركية أنقرة اليوم الأربعاء جلسات الاستماع فى محاكمة جنرالين مازالا على قيد الحياة من قادة الانقلاب الذى شهدته البلاد عام 1980 وأطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا فى ذلك الوقت. وبثت إحدى قنوات هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية (تى.آر.تى) مشاهد تظهر جموعا غفيرة من المواطنين محتشدة أمام محكمة الجرائم الخطيرة فى أنقرة التى يحاكم أمامها قائد الجيش التركى وقت وقوع الانقلاب الجنرال المتقاعد والرئيس الأسبق كنعان إفرين ورفيقه قائد سلاح الجو الأسبق الجنرال المتقاعد تحسين شاهين قايا. يذكر أن إفرين قاد الانقلاب العسكرى الذى أصبح فى أعقابه رئيسا للبلاد. ويواجه الجنرالان السابقان تهم "حل الدستور والبرلمان كليا أو جزئيا بالقوة"، وفى حالة إدانتهما، يمكن أن يتلقيا حكما بالسجن مدى الحياة. ومع ذلك، يعانى الرجلان 94 و86 عاما على الترتيب من تردى حالتيهما الصحية. ولم تتلق المحكمة بعد التقارير الطبية التى طلبتها حول مدى قدرتهما صحيا على المثول للمحاكمة. وتفيد تقارير إعلامية بأن محاميهما طالبا بالسماح لهما بالإدلاء بأقوالهما عن طريق الفيديو من منزليهما. وذكرت قناة "خبر" أن محامى إفرين قدم أوراقا مفادها أن المحكمة لا تمتلك الحق فى محاكمة موكله. كان الانقلاب الذى شهدته تركيا عام 1980 هو الثالث من نوعه خلال 30 عاما، وما زال حتى الآن يؤجج المشاعر فى تركيا، ولا سيما بين صفوة الساسة بالبلاد. فقد وجد الكثير منهم أنفسهم فى السجون دون محاكمة، ومنعهم من ممارسة السياسة. ومن جانب آخر، كان الانقلاب بالنسبة للكثيرين بمثابة نهاية محمودة لعقود من العنف السياسى المتزايد راح ضحيته أكثر من 5 آلاف شخص جراء القتال بين التيارات اليسارية واليمينية والإسلامية دون أن تتمكن الحكومات الائتلافية المتعاقبة من وقف هذا العنف.