شركات الشحن العالمية تتسابق لاستئناف رحلاتها بالبحر الأحمر وقناة السويس.. القرار يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمر الملاحى الأقل تكلفة والأسرع عالميا.. وارتفاع تكلفة البدائل

يوما بعد يوم تثبت التوكيلات البحرية العالمية الأهمية الاستراتيجية الذى تلعبه قناة السويس في حركة التجارة العالمية، وعدم وجود بدائل توفر ما توفره القناة لحركة التجارة العالمية من ممر مائي اقتصادي ومناسب من حيث التكلفة والسرعة قياسا بالممرات البديلة المتاحة.

وتسابقت توكيلات الشحن البحرية العالمية لإعلان استئناف عملياتها بالبحر الأحمر وعلى رأسها الشركة الدنمركية ميرسك، كما أرسلت شركتا «إيفرجرين» التايوانية و«سى إم إيه سى جى إم» الفرنسية إخطارات لقناة السويس وشركات لوجستية بعودتهما للملاحة فى البحر الأحمر والممر الملاحى خلال الأيام المقبلة.

وعزت شركات الملاحة قرارها إلى نشر قوة عسكرية تهدف إلى ضمان سلامة التجارة في المنطقة، لمواجهة التهديدات التي تتعرض السفن المارة به لهجمات من المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران.

وجاء قرار شركات الشحن العالمية بعد إعلان عدد منها رغبتها في زيادة تكلفة الشحن على الشركات لتغطية التكاليف التي ارتفعت نتيجة التوجه إلى الطرق البديلة وطول الرحلات قياسا بتكلفة المرور من قناة السويس، وهو ما يعزز من الأهمية الاستراتيجية التي اكتسبتها قناة السويس منذ سنوات طويلة باعتبارها أحد أهم الممرات الملاحية أمانا وأقل تكلفة وأسرع مرورا على مستوى العالم، مما يبرر مرور ما لا يقل عن 12% من حجم التجارة العالمية.

وفي وقت سابق، أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن حركة الملاحة بالقناة منتظمة، وأن قناة السويس تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، مشيرا في هذا الصدد إلى تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر وحتى اليوم، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة.

وأوضح الفريق ربيع أن قناة السويس، شهدت يوم الأحد الماضي عبور 77 سفينة بإجمالي حمولات صافية قدرها 4 مليون طن، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل رحلاتها مؤقتا عن قناة السويس حيث عبرت اليوم ضمن قافلة الجنوب كلا من السفينة MAERSK SAIGON والسفينة CMA CGM CHRISTOPHE COLOMB والسفينة MSC FABIENNE وذلك على ضوء تواجد هذه السفن في منطقة البحر الأحمر قبل الإعلان عن توجه هذه الخطوط الملاحية لتحويل رحلاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس ستظل الطريق الأسرع والأقصر حيث تصل معدلات الوفر للرحلات المتجهة عبر قناة السويس بين قارة آسيا و أوروبا من 9 أيام إلى أسبوعين وفقا لمينائي القيام والوصول.

وأوقفت شركات الشحن العملاقة مؤقتًا إرسال السفن عبر مضيق باب المندب هذا الشهر بسبب الهجمات على سفنها، ولكنها تلقت تأكيدًا بأن المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات المعلن عنها مسبقًا "حارس الازدهار" قد تأسست ونشرت للسماح للتجارة البحرية بالمرور عبر البحر الأحمر-خليج عدن والعودة مرة أخرى لاستخدام قناة السويس كبوابة بين آسيا وأوروبا.

وأضافت أنه مع تفعيل هذه المبادرة، تستعد للسماح للسفن المتجهة إلى الشرق والغرب باستئناف العبور عبر البحر الأحمر، لافته إلى إنها ستعلن المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة، لكنها أشارت إلى أنها قد تلجأ مرة أخرى لتحويل مسار السفن وفقًا لظروف السلامة.