الانتخابات الرئاسية .. مصر تفوز

على مدى الايام القليلة الماضية، شهدت مصر تجربة فريدة في الممارسة الديمقراطية، تشير الى مستقبل افضل في العمل السياسي والحزبي على وجه التحديد.

اهم ما يميز هذه الانتخابات هو التعددية والتنافسية المتكافئة. فكل المرشحين باستثناء المرشح الاول، يمثلون تيارات حزبية مختلفة، لها شرائحها المؤيدة في الشارع المصري، وهو ما انعكس بشكل كبير على هذا الاقبال غير المسبوق، وهذه الحيوية، التي ظهر بها الشعب المصري مجددا عمقه التاريخي ورؤيته للتعامل مع المواقف الحاسمة والتحديات.

على مدى الساعات الماضية، برزت عدة نقاط مهمة، يمكن ان تكون بداية لعمل سياسي قوي خلال المرحلة المقبلة، وفي اعتقادي ان الدولة المصرية، لديها النية الاكيدة في ذلك، خاصة وان هذه الانتخابات جرت وسط أجواء ومناخ عام مؤيد لفكرة التعدد والتنافس، وهو ما اتضح من خلال خوض ثلاثة احزاب رئيسية غمار المنافسة، وتنوعت الاراء بشكل كبير واختلفت بعضها احيانا مع سياسات كثيرة، لكنها في النهاية لم تختلف على الوطن وعلى بقاء الدولة المصرية وقوة مؤسساتها.

لعل ابرز ما افرزته هذه الانتخابات هو الجاهزية الكبيرة، التي تتمتع بها الدولة المصرية الان، في اجراء الاستحقاقات الدستورية، وهو ما سينعكس على كافة الاستحقاقات القادمة، وخاصة الانتخابات البرلمانية.

ومن المشاهد التي تستحق التوقف امامها، هي تلك المجموعات الكبيرة من فرق العمل وغرف المتابعة والرصد، التي خصصتها مختلف الاحزاب والمنظمات وجمعيات العمل الاهلي لمتابعة الانتخابات، وهو ما سيفرز بالطبع كوادر جديدة قادرة على تحمل المسؤولية، وكذلك الدفع بدماء جديدة قادرة على ان تحرك الواقع وتدفعه الى الامام.

في هذه الانتخابات، التي جرت بكل شفافية يجب ان نتوقف امام الاجراءات التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات، والتي يسرت عملية الاقتراع امام جموع المواطنين، كذلك دور وزارة الداخلية المشرف في تامين اللجان وتيسير عملية التصويت امام الناخبين.

كل هذه الاجراءات تحسب للدولة المصرية امام العالم، وهو ما يؤكد ان مصر لديها الجاهزية والقدرة على تنظيم هذه الانتخابات واجراءها بشكل يليق بقيمة وتاريخ مصر العريق وشعبها، الذي يضرب المثل في كل حين.

في الانتخابات الرئاسية التي شهدناها على مدى الايام الماضية، لم يفز مرشح رئاسي فحسب، لكن مصر كلها هي التي فازت..
المكسب الحقيقي في هذه الانتخابات هو حيوية الشعب المصري، التي تتجدد وتظهر وقت الازمات..
sherifaref2020@gmail.com