قال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العالم لمنظمة التعاون الإسلامى، وعضو المجمع المراسل، إن هناك مشاكل تواجه العالم العربى اليوم تثير جدلاً بشأن تدريس العلوم الحديثة، فى اللغة العربية، فطائفة تلح على ضرورة تلقينها باللغة العربية للنهوض بالفرد العربى، وتأصيل ثقافته بكل تشعباتها، وطائفة أخرى ترفض ذلك، مبررة بعدم قدرة اللغة العربية بالوفاء بالمتطلبات الكثيرة فى عالم المستجدات اللغوية والمصطلحية التى تتجاوز عن الخمسة ألاف مستجد كل عام. وأوضح "أوغلى" خلال كلمته فى افتتاح مؤتمر مجمع اللغة العربية فى دورته الثامنة والسبعين، صباح اليوم الاثنين، أننا نحتاج إلى التعريب والترجمة بإلحاح فى هذا الوقت لاستيعاب المفردات والكلمات، التى تفرزها الحياة المعاصرة، وظاهرة العولمة، خاصة وأن هناك إسهامات عديدة قدمها الإنسان العربى للغات الأوربية، والتى تقبلتها كما هى. وأكد "أوغلى" أن لغتنا العربية تعتبر معجزة الله فى كتابه الفريد، وهى حاضنة الثقافة التى تجمع شتات، وتربط بين عالم الأجسام والأذهان، ومن هنا كان لزاماً علينا أن نستفيد من تراثنا باستخلاص المواد النافعة، لأن الحضارة المعاصرة والعولمة قد ألقت علينا أعباء كثيرة لإيجاد كلمات للعديد من المصطلحات التى علينا أن نبتكرها لنواجه الحضارة الحديثة عن طريق الأستفادة من الموروث المختزل، مؤكداً أنه ليس من الضرورى أن يعطى لكل جديد تأتى به الحضارة المعاصرة مفردة عربية، خاصة أن الكلمة الأجنبية قد عمت وانتشرت، ولا بأس أن تكون المصطلحات العلمية المستعملة فى العالم العربى منسجمة معا ما يستخدم فى الدول المتقدمة، كما أنه لا نرى أنه ليس عيبا أيضا أن تجاز المصطلحات المنسجمة مع أبنية ألفاظ اللغة العربية، متمنيا أن يكون مستقبل اللغة العربية كما كان ماضيها، خاصة وأنه لا توجد لغة غربية واحدة لم تتأثر باللغة العربية، أو احتوت على كلمات عربية، لاسيما وأن اللغة العربية هى اللغة القومية لما يقارب نصف مليار عربى، كما أنها لغة الثقافة والفكر والعقيدة لقرابة نصف مليار مسلم حول العالم، بالإضافة إلى كونها لغة السياسة والتجارة والعلوم والفكر لعدة قرون. وأكد "أوغلى" أن من يريدون التخلى عن اللغة العربية بالتستر وراء ما يزعمون قصورها عن استيعاب المفردات التى تفرزها الحضارة الحديثة من مستجدات فى ميادين عديدة، خاصة وأن هذا الجدل جاء فى وقت قامت فيه إسرائيل بإحياء لغتها التى كادت أن تندثر، وتم إعادة إحياؤها فى القرن الماضى، وها هى اليوم لغة حية بفضل ما استفاد منه المختصون الإسرائيليون من التقنيات الحديثة والمراجع القديمة، وفى طليعتها اللغة العربية. موضوعات متعلقة "خالد": لغتنا العربية لم تعد هدفًا بسبب ضعف القدرات الإبداعية حسن الشافعى: اللغة العربية مهددة بسياسات لغوية أجنبية