اهتمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بالشأن الإيرانى، وقالت إن مصير على لاريجانى، رئيس البرلمان الإيرانى والمفاوض السابق فى البرنامج النووى لطهران، والذى يتحدد فى الانتخابات البرلمانية المقررة الجمعة يعد اختبارا لتوازن القوى داخل دائرة كبار رجال الدين المحافظين فى إيران. وتشير الصحيفة إلى أن لاريجانى أحد أهم الشخصيات السياسية فى إيران وهو خصم للرئيس الحالى محمود أحمدى نجاد وينظر إليه باعتباره القوى الأساسية التى تقف وراء الهجوم الذى يشنه البرلمان الحالى على الرئيس وحلفائه، وطالما حظى لاريجانى بدعم آيات الله فى مدينة قم المقدسة والتى يخوض فيها الانتخابات على أمل أن يفوز برئاسة البرلمان لفترة أخرى. لكن الصحيفة تستدرك قائلة: رغم أن لاريجانى يبدو واثقا من الفوز بمقعد فى المجلس التشريعى الذى يبلغ عدد أعضائه 290، فإن المحللين فى قم يقولون، إنه يواجه معركة ساخنة لإعادة ما حققه قبل أربع سنوات عندما حصل على أغلبية مطلقة فى التصويت، فهذه المرة، تحتشد القوى الراديكالية ضده وتعتزم حرمانه من منصبه كرئيس للبرلمان. وتوضح فاينانشيال تايمز أن السباق فى قم يرسم صورة للاقتتال السياسى المتوتر بين المحافظين المتشددين، بعد مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على تطهير النظام من الإصلاحيين البارزين فى أسوأ اضطراب شهدته البلاد منذ عام 1979 عندما اندلعت ثورتها. ويقول المحللون، إن الانقسامات قد أدت إلى تفاقم صراع غير مسبوق على السلطة بين آية الله على خامنئى، المرشد الأعلى للثورة وبين أحمدى نجاد، وعلى الرغم من أن الأخير فاز بفترة رئاسية ثانية بالتزوير فى انتخابات عام 2009 بفضل خامنئى، إلا أن الرئيس منذ هذا الحين تحدى سلطة المرشد.