فى رسالة واضحة تؤكد انعكاس المواقف السياسية بين الدول على كافة المجالات المختلفة، امتنعت سوريا عن المشاركة فى المعرض السياحى الدولى "ايميت" باسطنبول الذى بدأ فعالياته اليوم، الخميس، وذلك لأول مرة منذ انعقاد المعرض، بسبب موقف تركيا من حكومة الأسد ورفضها لما تقوم به الحكومة السورية اتجاه المتظاهرين، فى الوقت الذى تعد سوريا مقصدا رئيسيا للسائحين الأتراك، كما كانت ضيف شرف العام الماضى. أكد عدد من الشركات السياحية السورية الذين فى المعرض كزائرين أن هذا الموقف يؤكد أبعاداً سياسية لا علاقة لها بالنشاط السياحى، حيث أعلنت الحكومة السورية مشاركتها بقوة فى معرض موسكو للسياحة الدولى، والذى ينعقد الشهر القادم، وأن الحكومة تؤكد على تواجدها بكافة المحافل الدولية التى ستقام بإيران نظرًا لدعمها السياسى لموقف "بشار الأسد". ومن جانب آخر غابت كل من اليمن الجماهيرية الليبية عن المشاركة فى فعاليات المعرض، على الرغم أن اليمن هى الدولة المضيفة هذا العام "ضيف شرف" بسبب ثورة الربيع العربى، فيما شاركت تونس بقوة بعد استقرار الأوضاع السياسية ونجاح ثورة الياسمين. قال محمد بشار، المستشار السياحى لتونس، لدى تركيا إن الحركة السياحية الوافدة إلى تونس كانت مستمرة فى معدلاتها الطبيعية أثناء اندلاع ثورة الياسمين، بسبب عدم المساس بأى سائح أجنبى إلا أنها سجلت انخفاضًا بلغ 32% فى 2011 مقارنة بعام 2010 حيث بلغ عدد السياح 4.5 مليون سائح حققوا إيرادات بلغت 1,7 مليار يورو بنسبة انخفاض 40%. أضاف بشار أن مؤشر حجوزات السياحية لتونس يؤكد ارتفاع أعداد السائحين بنسبة 20% وأن أهم الأسواق الوافدة لهم "فرنسا – إنجلترا – ألمانيا" مشيرا إلى أن مصر مازالت على قائمة الدول السياحية المفضلة لدى التونسيين، وأن الجميع يترقب عودة الاستقرار الأمنى للمقصد المصرى.