عماد عبد الغفور ل"رويترز": العسكرى" يحتاج لوقت لتسليم السلطة.. و"تأسيسية الدستور" ستصر على أن الجيش مؤسسة عظيمة تخضع لسيادة الشعب.. لن نفرض تقاليد محافظة.. "النور" تلقى تدريبا قدمه المعهد الديمقراطى

قال د. عماد عبد الغفور، رئيس حزب النور السلفى، فى حوار مع "رويترز"، إنه يعتقد أن الجيش يحتاج إلى وقت لتسليم السلطة للمدنيين، مشيرا إلى أن الجيش لا يمكن أن ينال وضعا مميزا "فوق الدستور".
وأضاف عبد الغفور: إن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى تأييد واسع لتسيير شئون مصر فى الفترة المضطربة التى تشهدها منذ سقوط الرئيس حسنى مبارك فى الانتفاضة الشعبية التى اندلعت يوم 25 يناير العام الماضى.
وأشاد عبد الغفور بمجموعة لنشر الديمقراطية مقرها الولايات المتحدة وأحالتها السلطات المصرية للمحاكمة الجنائية عن دورها فى مصر قائلا، إنها أعطت ثراء للحياة السياسية.
وقال عبد الغفور: "ما أقوله هو أنهم لا بد أن يسلموا (السلطة وفق الجدول الزمنى)، لنكون واقعيين، لأن العملية السياسية تأخذ وقتا"، مضيفا، "هذا فى الحقيقة هو الفرق بين رؤيتنا وبين الشباب، الحقيقة أن هناك كثيرا من الشباب يريد (تسليم السلطة) الآن الآن الآن".
وأضاف عبد الغفور: إن الجمعية التأسيسية التى ستكتب الدستور الجديد لمصر ستصر على أن الجيش مؤسسة هامة وعظيمة وعريقة، ولكنها لا بد أن تكون خاضعة لسيادة الشعب وخاضعة للقانون وللدستور".
وأشار إلى أن "وضع مكانة لها خاصة فوق الدستور وفوق المساءلة هذا الشىء غير مقبول بأى صورة من الصور"، لافتا إلى أن حزب النور انتقد المجلس العسكرى فى العديد من الأمور، لكنه امتدح المجلس لإشرافه على أكثر الانتخابات ديمقراطية خلال 60 عاما.
وقال: حزب النور حضر تدريبا قدمه المعهد الديمقراطى الوطنى الذى يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، وهو أحد المنظمات الممولة أمريكيا لنشر الديمقراطية فى مصر، والتى تتهمها مصر بتلقى تمويل أجنبى دون الحصول على ترخيص بممارسة النشاط.
وأضاف عبد الغفور: "فى الحقيقة كنا نلتقى معهم، وكانوا ينظمون بعض اللقاءات السياسية وكنا نحضر بعض هذه اللقاءات".
وأضاف "لا شك فى أنه كان هناك نوع من الإثراء للحياة السياسية، فى الحقيقة ليس عندنا معلومات عن خلفيات (القضية) أو ما يجرى خلف الكواليس، هل هذه الجمعيات تدعم نشاطات غير قانونية أو تناهض نظام البلاد أو لا".
وقال "فى مخيلتى، القضاء هو الذى سيحكم فى هذا الأمر، ويرى هل فعلا هناك اختلاقا أو تعديا على السيادة أو أن هذا فقط ادعاء ومحض تغطية للعنف (التشدد) الذى يمارس ضد هذه الجماعات".
وأضاف عبد الغفور، إنه يجب أن يكون هناك "نوع من التوافق لكافة القوى فى المرحلة القادمة، توافق بين الكتل السياسية".
وأشار إلى أن من سيؤيده الحزب للرئاسة يجب أن "يكون عنده الإمكانيات والمؤهلات لقيادة مصر، وألا يكون عنده اعتراض على أن يكون له مرجعية الشريعة الإسلامية فى الحياة السياسية".
وقال عبد الغفور، إن الحزب لن يفرض تقاليد محافظة على المصريين مثل فصل الجنسين فى المدارس والجامعات والأماكن العامة الأخرى، مضيفا "هذا أمر يجب تركه للناس".
ومن ناحية أخرى قال، إن ما يشاع عن مطالبة الحزب بالفصل بين الجنسين فى الشواطئ العامة يهدف إلى تشويه سمعة الحزب.
وقال إن حكومة مبارك فشلت فى الدعاية للسياحة المصرية، وقارن بين الخدمات التى تقدم عند برج إيفل فى باريس وعند الأهرام المصرية، وقال إن الفرق كبير.
وأبدى إعجابه بأمر فرنسى آخر قائلا "لا شك أن هناك زعماء غربيين يعتبرون بالنسبة للكثير منا الشخصيات التاريخية الأكثر جذبا مثل شارل ديجول الذى هو شخصية محورية أجمع عليها الفرنسيون".
وقال "أعتبره رمزا فرنسيا هائلا جدان فى مصر نحن محتاجون لواحد بمثل هذه الصورة".