عائلة شاب الفيوم تستبعد انتحاره من فوق برج القاهرة

ما بين الغضب والحزن اللذين يسيطران على أرجاء عزبة الجب بمركز أبشواى محافظة الفيوم، تباينت ردود أفعال عائلة محمد عبد التواب السيد، الذى لقى مصرعه أمس، منتحرًا من برج القاهرة، فمازالت عائلة الشاب غير مصدقة أنه لفظ أنفاسه منتحرًا، ونفى مصطفى عبد التواب 23 سنة (نجار) أن يكون شقيقه الأكبر محمد ألقى بنفسه من فوق برج القاهرة، مؤكدا أنه كان متديناً وملتزما بتأدية الصلوات فى مواعيدها.
وقال مصطفى إنه كان دائما يلجأ إلى شقيقه "محمد" ويطلب نصيحته لأنه كان يتميز بالهدوء والحكمة وكان يستمع إليه ويقدم له نصائحه، وأكد أنه أصابته حالة من الصدمة إثر سماعه ما أذيع بأن شقيقه انتحر، مشيرا إلى أن شقيقه يعمل حلاقاً ولديه محل كوافير بمدينة أبشواى التى تبعد عن قريتهم بنحو 20 كيلو متراً يذهب إليه بشكل يومى ويعود فى نهاية اليوم إلى أبنائه.
وعن يوم الحادث، قال مصطفى إن شقيقه سافر صباح أمس إلى القاهرة ليأتى بوالدتى من بيت شقيقتى التى تقيم بالقاهرة، وكانت مريضة فذهبت إليها والدتى لزيارتها وجلست عندها لأيام وذهب محمد بالأمس لإحضارها إلى المنزل.
وأوضح، أن العائلة تلقت اتصالا هاتفيا بوفاة شقيقه بعد أن صدمته سيارة مسرعة فانتقل والده وأشقاؤه إلى القاهرة لإحضار جثته ولم يتمكنوا من إنهاء الإجراءات حتى الآن.
ومن جانبها أكدت شقيقة محمد التى تقيم فى القاهرة أن والدتها جاءت لزيارتها منذ أيام بعدما فقدت جنينها وأصيبت بحالة إعياء شديدة وأقامت معها عدة أيام فى المنزل تابعت: صباح أمس جاء محمد إلينا ليأخذ والدتى وجلس معنا قليلا ثم قال إنه سيذهب إلى العتبة لشراء ملابس لأبنائه يوسف وشهد قبل أن يسافر ووالدتى إلى الفيوم وبعدما خرج من منزلى بقليل فوجئت باتصال يفيد وفاته فى حادث.
وقالت والدة محمد التى تسيطر عليها حالة هستيرية من بكاء لاينقطع إن محمد جاء إليها فى منزل شقيقته بالقاهرة أمس وتناول معها الغداء وكان طبيعيا ولا يظهر عليه أى ملامح للحزن أو الغضب وبعدما تحدثنا قليلا قال لى سأذهب إلى العتبة لشراء ملابس لأولادى، ثم أعود ونسافر إلى منزلنا بالفيوم لكن ابنى خرج ولم يعد لى مرة أخرى.
من جانبها قالت أسماء محمد، زوجة محمد، إنها تزوجته منذ 6 سنوات وأنجبا طفلين هما شهد ويوسف وأنها حامل فى شهرها الخامس، مشيرة إلى أنه لا توجد بينها وزوجها أية خلافات حيث كان عطوفاً ولم يغضبها يوما ما، وعندما سافر إلى شقيقته كان طبيعيا ولم يكن هناك ما يحزنه، كما أنه سأل أولادنا (أجيبلكم أيه من عند عمتكم فى مصر) ووسط حالة من البكاء أكدت الزوجة أنها واثقة أن زوجها لم ينتحر أو يلقى بنفسه من فوق البرج.
وفى المنطقة التى يوجد بها محل كوافير محمد التقينا بصاحب المحل المجاور له أيمن إسحاق فانوس، فأكد أن محمد استأجر المحل منذ فترة طويلة وتربطه علاقة قوية بجميع الجيران حيث إنه كان يتسم بشهامة أولاد البلد ويقف بجوار كل من يحتاجه.
وأضاف أيمن: محمد كان راجل ومتدينا ومستحيل ينتحر مشيرا إلى أنه التقى به منذ أيام وسأله عن سبب إغلاقه المتكرر لمحله فقال له إنه حزين لأن زوجته حامل وأصيبت بنزيف وهو قلق عليها.
موضوعات متعلقة..
التحقيقات تكشف: المنتحر من "برج القاهرة" كان يزور شقيقته ب"قصر العينى" وترك أسرته بالمستشفى لشراء ملابس لأطفاله.. ووالده ووالدته: كان ميسور الحال وزوجته حامل وفوجئنا بخبر انتحاره ولا نعرف السبب