وجلست أسمع فى ذهولٍ ما يقولُ لنا الوزير.. وتساقطت من حولنا الأرقام كالمطر الغزير.. وتراقصت أحلامنا شوقاً إلى السطر الأخير.. بشرى لكل الحالمين أبثها عبر الأثير.. رمل الصحارى فى غدى سيتيه بالزرع النضير.. وبرامجى فيها المصانع مثل حبات الشعير.. ولكل من يبغى الزواج سيحظى بالفرش الوثير.. فى منزل بحديقةٍ كالقصرِ ليس له نظير.. أما العلاجُ فسوف يصبح للأجير كما الأمير.. ولكل مصرىِّ سأهدى الفاروميو أو فورير.. ومع الوعودِ رأيت روحى يا اللهى تستجير.. ووقفت أصرخ قد وعدنا قبل هذا بكثير.. أنا لا أطالب سيدى بالمستحيل أو العسير.. كوب الحليب لطفلتى أو ليس بالأمر اليسير! والخبز صار ملغماً وتأففت منه الحمير.. علب لدواء وسعرها كالشوك فى حلقى مرير.. ياسيدى خذ راتبى خذ منصبى وأنا المدير.. وأعد إلىَّ مكانتى فالوضع قد أمسى خطير.. بعد الخطاب سمعت من يثنى على رأيى المثير.. ويشد فوق يدىَّ كدتُ من السعادة أن أطير.. وفرحت بالأضواء تحكى عن شبابى المستنير.. ونسيتُ كل همومنا ومضيتُ فى ركب الوزير.. لوليمة فيها اللحوم من الغزال إلى البعير.. وسمعت صوتاً ثائراً فظننته صوت الضمير.. فإذا بصرخة زوجتى: أرجوك كف عن الشخير!!