لم يكن عام 2011 عاماً للثورة المصرية على الأوضاع السياسية والاقتصادية فحسب، بل يمكن تسميته بعام ثورة الدراما، لما شهده من إصلاح كبير فى أسس الإنتاج الدرامى بطريقة لم تكن مقصودة، بل فرضت على صناع الدراما من جراء الأحداث التى تابعت ثورة 25 يناير، وأثرت بشكل كبير على حركة رؤوس الأموال مما ترتب عليها ضعف السيولة مما وجه الإنتاج إلى تخفيض التكلفة الإنتاجية من خلال عدة أصعدة بدأت من التفكير فى الاستعانة بالوجوه الشبابية الصاعدة قليلة الأجر، وهو الأمر الذى فتح الباب لصعود وجوه شبابية مثل محمد رمضان وهيثم زكى وشيرى عادل وفريال يوسف، وإتاحة الفرصة للمخرجين الشباب مثل عثمان أبو لبن وأحمد يسرى وغيرهم، الذين خاضوا تجاربهم الأولى فى تحمل مسئولية عمل درامى، وذلك مرورًا بتقليل تكلفة أيام التصوير مثل إلغاء سفر بعض المسلسلات، وأما المنتجين الذين كانوا قد ارتبطوا فعلا بالتوقيع مع نجوم اضطروا إلى تخفيض أجور النجوم بشكل كبير وصل إلى أكثر من النصف أحيانًا مثل المنتج هشام شعبان الذى خفض أجر غادة عبد الرازق. ولم تكن الأجواء السياسية بمعزل عن صناعة الدراما، حيث وجدت ظاهرة القوائم السوداء والتى استخدمت فى حرب الأعمال الدرامية على مسلسلات تامر حسنى وغادة عبد الرازق وحسن يوسف. إلا أن القوائم السوداء لم تفلح فى صنع النجاح الجماهيرى لأعمال النجوم الذين ارتبطوا بوجودهم داخل الميدان مثل أبواب الخوف لعمرو واكد أو نور مريم التى شاركت فيه جيهان فاضل، وحاولت بعض الأعمال مغازلة الثورة مثل نور مريم ولحظة ميلاد وشارع عبد العزيز ومسألة كرامة إلا أن أكثرهم توفيقًا كان المواطن إكس الذى تناول قصة الشهيد خالد سعيد،كما ثار بعض نجوم الصف الأول على نوعية الأعمال التى طالما حبسهم المنتجون فيها مثل ليلى علوى وخالد الصاوى ورانيا فريد شوقى، وانتشار التكنيك السينمائى فى عدة مسلسلات، ونستطيع أن نعتبر من بين ظواهر العام غياب نجم الدراما يحى الفخرانى إلا أنه عوض غيابة بحضوره صوتيًا فى مسلسل قصص القرآن.