يا وطن تموت أجمل الأشياء، وكلنا فى الأمر سواء، قد نشعر فيك يا وطن أننا غرباء عندما أدركنا أننا نسكن بيتاً من العراء، هناك من يؤلمه برد الشتاء، ويموت قهراً من الظلم والشقاء. ما أجمله يوما عندما أصبحنا يداً واحدة يجمعنا الدعاء، من كل الفئات والأعمار والبسطاء، كان يسرى فى كياننا صوتاً واحداً النصر آتٍ من السماء. على أرضك يا وطن اختلف الأبناء وسالت الدماء وكثُر النحيب والبكاء والجدل والهراء، يحزننى أن أرى فيك الطعن من الداخل لا من الأعداء، من يشعل فيك النار يا وطن من يؤجج فيك الفتن غير الجهل والجهلاء، من يغتال فيك الأحلام والآمال غير السفهاء، ويَبُخ فيك سمومه غير الجبناء. اختلفنا وتعددت الآراء ولم تعد قلوبنا كالضياء لكننا لن نفقد يوما ما ملامحنا حتى لو صرنا أشلاء، مهما يحدث يا وطن فلن نعود للوراء، فقد أدركنا الآن أننا لسنا ضعفاء، وفداءك يا وطن كل الشهداء فلن تبقى المدن بعد اليوم خرساء، ويبقى الأمل فيك يا وطن يشعرنا بأننا أحياء، ما زال فيك يا وطن من يعشق العطاء، ويدرك معنى الوفاء، ويسعى إلى النماء.