استقبل الفنانون والمبدعون زيارة وفد من جماعة الإخوان المسلمين إلى مقر نقابة المهن التمثيلية كرسالة منهم لتدعيم الفن وترسيخ دوره فى المجتمع بين مؤيد ومعارض، حيث أكد المخرج داود عبد السيد ل"اليوم السابع" أن التطوير لا يأتى بالزيارات والكلام المعسول، وإنما بإعطاء الحرية الكاملة للفن والإبداع، وعدم التقييد والتمييز بين الفن بقولهم هادف وغير هادف، مشيرا إلى أن هناك أنواعًا من الفن تتمثل فى الفن الجيد والفن السيئ رافضا تمييزه بهادف وغير هادف. ووصف المخرج زيارة وفد الإخوان للنقابة بغير المطمئنة على الإطلاق، نظرا لتعمدهم تقسيم الفن إلى هادف وغير هادف مما يثير الكثير من علامات الاستفهام، وطالب عبد السيد الإخوان بأن يثبتوا حسن نيتهم بإظهار برنامج عملى واضح، يؤكد على حرية الإبداع والفكر للفنان المصرى، أما فى حالة تشبثهم بما يطلقون عليه الفن الهادف فلن نرضى بوضع أى قيود أو قرارات تلزمنا برؤية معينة، ووجه عبد السيد للإخوان الشكر لمبادرتهم تجاه الفن المصرى، متمنيًا أن يثبتوا أقوالهم بالفعل. ورفض الكاتب الكبير وحيد حامد التعليق على مبادرة جماعة الإخوان واكتفى بقوله "يعملوا اللى هم عايزينه"، فيما اعتبرها الفنان الكبير عزت العلايلى خطوة عظيمة تحسب لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه كان فى انتظار تلك المبادرة التى توحى بأفق الجماعة الواسع وثقافتهم العالية، بجانب إدراكهم قيمة الفن الذى يمثل أهم أضلع النهضة والحضارة ورسالته السامية التى يوجهها للشعب من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية التى تهدف إلى التوعية. وطالب الفنان الجماعة بأن ينهضوا بالفن على طريقة الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، الذى كون مجموعة من الفرق المسرحية التى عمل بها كبار الفنانين والنجوم على رأسهم الفنان القدير محمود المليجى، وعبد المنعم إبراهيم، وحمدى غيث، وحسن البارودى وغيرهم. وأكد العلايلى أن البنا كان حريصًا على انتشار ثقافة الفن عن طريق المسرح وكان مؤمنا بقيمة الفن والفنان إلى أبعد الحدود. وفى ذات السياق أشاد الفنان الكبير محمود ياسين بمبادرة جماعة الإخوان ووصفها بالطيبة وشديدة النقاء، مؤكدًا أن جماعة الإخوان كان لديها نشاطات فنية وإبداعية فى مجال المسرح. وقال ياسين إنها خطوة هائلة لعودة الدراما التاريخية والدينية على الخريطة من جديد فى حالة خوض الإخوان مجال الإنتاج الدرامى بالفعل، موضحا أن الدراما المصرية ستشهد طفرة حقيقية وتحتل الريادة مرة أخرى، ومن الممكن أن ننتج أعمالا ضخمة كمسلسلات "عمر بن عبد العزيز" و"بعثة الشهداء" و"الطريق إلى القدس" وغيرها. بينما أكد المنتج محمد العدل أن تلك الخطوة لن تؤثر على عجلة الإنتاج سواء بالإيجاب أو بالسلب، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان أرادت أن تطمئن الأغلبية بزيارتها لنقابة الممثلين. وأضاف المنتج أن جماعة الإخوان ليس من حقهم منع أى منتج فنى أو مصادرته أوتقييد حرية الإبداع، مستشهدا بالقول القائل "من يملك حق المنح يملك حق المنع" وهم لا يملكون حق المنح لأى مبدع فى مجال الفن على حد قوله، مطالبا إياهم بعدم الخوض فى الفن من الأساس قائلاً "يا نحلة لا تقرصينى ولا عايزة منك عسل". وشدد الكاتب والسيناريست بشير الديك على أهمية تلك الخطوة ووصفها ببداية التقاء الفرقاء على أرض مشتركة، مؤكدا على أهمية المناقشة والحوار بين جماعة الإخوان والمبدعين بحيث يكون هناك تطور فى الفكر والرؤى. وطالب الكاتب بالتكاتف حول صناعة السينما والدراما التليفزيونية التى غابت فى التعبير عن نبض الشعب نظرا لديكتاتورية السلطة إبان النظام السابق. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أوفدت وفدا منهم إلى نقابة المهن التمثيلية، ضم كلا من د. محمد النجار مسئول لجنة الدراما والسينما باللجنة الفنية لجماعة الإخوان، ود. محمد الزينى مسئول العلاقات العامة باللجنة الفنية، وسيد درويش مسئول اللجنة الفنية لجماعة الإخوان، إلى نقابة المهن التمثيلية مؤخرا، فى رسالة منهم لدعم الفن الهادف والتأكيد على أهمية دور الفن فى توعية الشعب المصرى.