طالب الرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك اليابان بحل للقضية الخاصة بإكراه الجنود اليابانيين لنساء كوريات على ممارسة البغاء إبان الحرب العالمية الثانية ووصف الرئيس الكورى الجنوبى الذى يزور اليابان حاليا هذه القضية بأنها حجرة عثرة أمام تحسين العلاقات بين البلدين. وجاءت هذه المطالب للرئيس الكورى الجنوبى أثناء محادثات القمة التى أجراها مع رئيس الوزراء اليابانى يوشيهيكو نودا والتى عقدت اليوم الأحد فى كيوتو، المدينةاليابانية القديمة تحت ظل التوترات الجديدة حول قضية نساء المتعة. ووفقا لما يقوله مؤرخون فإن عشرات الآلاف من النساء الآسيويات، معظمهن كوريات، تم إجبارهن على العمل كداعرات للخط الأمامى للجنود اليابانيين أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، حيث كانت كوريا مستعمرة يابانية فى الفترة من عام 1910 إلى 1945. وأوضح الرئيس الكورى الجنوبى فى بداية القمة ضرورة أن تصبح سيول وطوكيو "شريكتين مخلصتين للسلام والاستقرار فى الإقليم"، وأضاف "من أجل ذلك نحتاج إلى حشد الشجاعة الحقيقية لحل قضية نساء المتعة التى ظلت حجر عثرة بين البلدين". وتزداد قضية نساء المتعة إلحاحاً حيث أن معظم الضحايا مسنات وقد ويتوفين قبل أن يتلقين تعويضاً أو اعتذاراً من اليابان. من جانبه أكد نودا وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء اليابانية "كيودو" على عدم تغير موقف بلاده من القضية، حيث ترى اليابان أن جميع القضايا المتعلقة بحكمها الاستعمارى لشبه الجزيرة الكورية، بما فيها نساء المتعة، تم حلها فى اتفاقية حزمة التعويضات لعام 1965 والتى تم بها تطبيع العلاقات بين البلدين. غير أنه أضاف أن بلاده تبذل جهودها لمعالجة القضية "من منظور إنسانى"، مشددا على ضرورة العمل من أجل الحيلولة دون الإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين. وطالب نودا الحكومة الكورية الجنوبية بإزالة نصب السلام الذى تم إنشاؤه أمام سفارتها فى سيول والذى كان ناشطون مدنيون كشفوا النقاب عنه مؤخراً إحياء لذكرى المستعبدات جنسياً وللدعوة إلى تقديم اليابان للتعويض إليهن. وقوبل الطلب اليابانى برفض الرئيس الكورى الجنوبى الذى قالً إن: "النصب ما كان سيتم إنشاؤه لو كانت اليابان أظهرت اهتماماً قليلاً بحل القضية" محذرا من أن اليابان سترى نصبا ثانيا وثالثا فى حال عدم اتخاذ الدولة لإجراءات جادة للتعامل مع القضية". يشار إلى أن طوكيو ظلت تتجاهل مطالبة سيول بإجراء محادثات رسمية حول تقديم التعويض إلى النساء الكوريات ضحايا هذه الظاهرة. فى المقابل ظلت سيول تطالب بهذه التعويضات منذ أن قضت الدستورية فى كوريا الجنوبية فى أغسطس بإلزام الحكومة ببذل جهود خاصة لحل القضية مع طوكيو. وكان الرئيس الكورى الجنوبى قال أمس السبت أثناء لقاء عقد فى مدينة أوساكا مع الجالية الكورية إنه "ما لم نحل هذه القضية، فإن اليابان سيكون عليها تحمل عبء فشلها فى حل مشكلة معلقة بين البلدين إلى الأبد". وأكد أن الوقت ينفد بسرعة حيث إن الضحايا المسنات يتوقع وفاتهن قريباً. وأضاف "لى" الذى يعتزم العودة إلى بلاده فى وقت لاحق من اليوم أن حل هذه القضية والضحايا على قيد الحياة سيكون مساعدة كبيرة بالنسبة للدولتين للمضى قدماً نحو المستقبل، مشيرا إلى إمكانية حل هذه القضية.