رصد "اليوم السابع" لأول مرة داخل أروع مقصورات معابد الكرنك، وهى "المقصورة الملك سنوسرت الأول" فى قلب المتحف المفتوح بمعابد الكرنك، تفاصيل وأسرار وتاريخ المقصورة ونقوشها التى مازالت متواجدة بسحرها وجمالها الطبيعي رغم مرور آلاف السنين علي إنشاء تلك المقصورة المميزة. والتقى "اليوم السابع"، الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، والذي أكد أن تلك المقصورة تعود للملك سنوسرت الأول أحد ملوك الأسرة 12 بالأسر المصرية القديمة فى عصر الدولة الوسطى، وسميت بالمقصورة البيضاء بسبب لون الحجر الخاص بها فهى من "الحجر الجيري" وكان يسميه المصرى القديم "إينيرحج" وهو الحجر المشرق أو الحجر الأبيض، حيث أن أفضل محجر للحجارة الجيرية هي محاجر طرة وبها أفضل أنواع الحجر الجيري، والمصرى القديم كان يكتب علي تلك الحجارة أنه جلبهامن أفضل محاجر الحجر الجيري بمصر بمنطقة طرة. وأضاف الطيب غريب، أن تلك المقصورة وجدت عبارة عن مجموعة من الكتل والأحجار داخل الصرح الثالث للملك أمنحتب الثالث، وهى كانت الواجهة للمعبد فقرر أن يستخدم تلك الكتل كحشو داخل الصرح الثالث، وفى خمسينات القرن الماضى وخلال الترميم والصيانة بتلك الفترة لوحظت بعض الأحجار المنقوشة وتم إخراجها وتنظيفها ووصلت لآلاف الكتل من الأحجار، وعكف على دراسة تلك المقصورة العالم الفرنسي هنرى شيفرييه ونجح فى عام 1936 فى إعادة بناء تلك المقصورة بكل أبعادها وكل تفاصيلها وألوانها التى مازالت حتى الآن وهى "الأخضر والأزرق والأحمر"، قائلاً:- "نلاحظ شيئ جميل بالمقصورة وهو قمى الرقي لملوك الحضارة المصرية القديمة، وهى الميازيب التى كانت توضع أعلى المقصورات لسحب المياه من الأعلى بالمقاصير والمعابد وتجميعها للخارج وهى التى انتشرت فى العمارة الإسلامية فيما بعد وفى أوروبا بالعصر الحديث، والمصرى القديم كان يجهزها بأشكال هندسية وفى تلك المقصورة عبارة عن رأس أسد لتؤكد على أن المصرى القديم صاحب حضارة عظيمة من القدم ويقوم بكل شيئ عظيم ومتطور وقتها".