الخروج الآمن كان وسيظل مشكلة المشاكل بالنسبة للحكام العرب، وجدناها عند الرئيس السابق مبارك وبن على والقذافى وعبدالله صالح ثم بشار الأسد. هم يعلمون أنهم لو خرجوا فلن يرحمهم الشعب، ولن يتركوا لهم منفذا يخرجون منه.. ولهذا كان التلكؤ والعنف غير المبرر نحو شعوبهم. الإعلامى الكبير عماد أديب هو أول من أدخل هذا التعبير فى قاموس السياسة المصرية بل فى النظم السياسية العربية، كان رأيه أن مبارك ممكن أن يترك الحكم ولكن من يضمن له الخروج الآمن دون ملاحقة سياسية أو قضائية أو جنائية أو مالية ولأنه لم يرد عليه أحد فقد رمى هذا التعبير فى وسط الأحزاب السياسية ومضى.. هؤلاء الحكام رأوا أن توريث الحكم لأبنائهم هو المخرج الوحيد، فعلها حافظ الأسد مع ابنه بشار فى سوريا، وحاول أن يفعلها القذافى مع ابنه سيف الإسلام وعبدالله صالح مع ابنه أيضا، وكان سيفعلها مبارك مع ابنه جمال. ظواهر التوريث هى أسباب ثورة يناير 25، تعديل الدستور ليتناسب مع ابنه فقط ليكون المرشح الأوحد، اختيار الوزراء من رجال الأعمال وتعيين رؤساء تحرير الصحف القومية المناسبين لهذه العملية، هذا غير اختيارات المحافظين ورؤساء البنوك وأعضاء لجنة السياسات والقيادات الكبرى فى الحزب الوطنى الحاكم. والغريب أن مبارك عندما سئل هل يمكن أن تتكرر تجربة بشار فى مصر أجاب «بأن مصر ليست سوريا». القدر والشعوب العربية رفضت هذا الخروج الآمن، وأخرجوا هؤلاء الحكام بطريقة درامية انتهت بمقتل القذافى وهروب بن على، وسجن مبارك ونجله وفى الطريق عبدالله صالح ثم بشار الأسد. إذن فشلت قصة الخروج الآمن الذى كان يسعى له هؤلاء الرؤساء، وكانت النهاية مأساوية ليس فيها الخروج المطلوب. أما الخروج الثانى فهو الخروج الكبير للشعب المصرى.. خرج الشعب فى كل بر المحروسة، واختاروا ميدان التحرير ليكون قبلة - بكسر القاف - الحرية ورمز الثورة، حيث كانت وحدة المسلمين والمسيحيين وتوحد الإسلاميين والعلمانيين وتشابك أيدى الشباب مع الشيوخ. هذا الخروج الكبير مر بمرحلتين، الأولى منذ يناير 25 إلى 11 فبراير، وهو خروج يمكن القول إنه قد حفته الملائكة وباركته السماء فقد كان خارج التوقعات وبعيداً عن التنبؤات، حيث أخرجت مصر أعظم ما فى بطنها. أما المرحلة الثانية من الخروج الكبير فكانت إلى ميدان التحرير الذى أصبح قدس الأقداس، حيث شعر المصريون أن هذا ليس ميدان التحرير الذى يعشقونه، وليسوا هؤلاء هم الناس الذين يعرفونهم، أحب الشعب مليونيات التحرير الأولى، أما بعد ذلك فقد اتفق معظم الشعب المصرى على أن بعض ما يتم فيها ليس فى مصلحة مصر، وأن البعض يريدون أن يسرقوا الثورة، لم يتجاوب المصريون عندما تشتت الجميع وعندما تناثرت المنصات الخطابية وعندما سيطر البلطجية والبائعة الجائلون وبعض المغامرين والذين يدعون البطولة على الميدان. كان رأيى أن مليونيات التحرير يمكن أن تلعب دوراً كبيراً ومساعداً فى تأكيد الحرية والعدالة للمصريين وللمسؤولين لا أن تكون مركزاً لإرهاب الحكومة أو المجلس العسكرى، ولا مكانا للتشرذم حيث اختلف رفاق الثورة، التحرير لا أحبه أن يكون عصا ترهب الآخرين، ولكن أتمناه جزرة يتغذى عليها المجتمعون. التحرير أتى بعصام شرف رئيساً للوزراء ومنه انقلب المتظاهرون عليه وعلى حكومته بسرعة ألف ميل فى الدقيقة، فى التحرير كان النداء الجميل: الجيش والشعب إيد واحدة، وانتهى الأمر إلى أنهما ليسا إيد واحدة. من فضلك أغمض عينيك وتصور لو أن أيام ميدان التحرير كانت كالأيام الخوالى أقصد أيامه الجميلة الأولى كيف سيكون الحال؟ وكيف يكون شكل مصر؟ وكيف سينظر لنا العالم. ويتبقى أن أقول إن الخروج الآمن للرئيس قد فشل وهو المطلوب، أما الخروج الكبير فالخوف أن ينتهى إلى الفشل وساعتها سيحدث ما لا يحمد عقباه.. ومن فضلكم كلكم مطلوب هدنة ولو لمدة شهر واحد أو حتى طوال فترة الانتخابات، مطلوب الفصل بين المتحاربين الذين يخوضون حرباً شرسة فى معظم محافظات مصر. عزيزى القارئ هل توافق على فكرة الهدنة هذه، والأهم هل سيقبلها كل الأطراف.. بصراحة أشك. لدينا ثلاثة مرشحين افتراضيين للرئاسة يمثلون الإسلام السياسى: د. محمد سليم العوا، د. عبدالمنعم أبوالفتوح ود.حازم أبوإسماعيل. الشيخ حازم يمثل اليمين الإسلامى المتطرف، د.العوا يمثل يمين الوسط، د. عبدالمنعم أبوالفتوح يمثل يسار الوسط. الملاحظ أن الثلاثة لا يوجد فيهم من نعتبره فى السياسة وسطياً، وأيضاً لا يوجد من نعتبره يمثل التيار الوسطى الإسلامى. من فضلك راجع أحاديثهم وحواراتهم ومناقشاتهم وأقوالهم للتأكد، الشيخ حازم أقرب إلى النظام الإيرانى، وربما يكون الاثنان الآخران أقرب إلى النظام التركى ولكن من بعيد. جماعة الإخوان المسلمين المحظورة سابقاً، الآن بعد الثورة لماذا لا يتقدمون بأوراقها لشهرها فى الجهات الرسمية، التأخير سببه انتظارهم لحين تشكيلهم للحكومة القادمة. د. يحيى الجمل والدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء الأول تعرض لحملة إعلامية وسياسية قاسية أطاحت به، والثانى يتعرض إلى نفس الحملة، وغالباً سيهرب بجلده. تاريخ الاثنين المشرف كمعارضين بارزين لم يغفر لهما، بصراحة يستاهلوا، وأن تكون معارضاً معناه أن تكون محبوباً، أما أن تكون وزيراً فذنبك على جنبك، واستلقى وعدك، ما حدث معهما هو ذبح القطة للمعارضين الذين سيشكلون الحكومة القادمة والأيام بيننا. سامح عاشور نقيب المحامين السابق ورجل قانون من الدرجة الأولى أعلن فى كل وسائل الإعلام أنه لن يذهب للنيابة العامة التى طلبته للتحقيق، د.دراج أحد الناشطين السياسيين البارزين أعلن بالصوت الحيانى أنه لن يذهب للإدلاء بأقواله فيما هو منسوب إليه أمام النيابة العسكرية. هل سنرى بعد ذلك كثيرين لن يذهبوا للإدلاء بأقوالهم.. نعم سيحدث، فهذا يعلم صاحباه أنه سيعطيهما شعبية كبيرة قد تجعل الأممالمتحدة تتدخل بشأنهما، كما حدث مع الناشط السياسى علاء عبدالفتاح. الكاتب الكبير أحمد رجب لخص حال مصر ما بعد الثورة بنصف كلمة حينما كتب: يارب احفظ مصر من أولادها.. منتهى العبقرية فى وصف حال بلد تعداده ثمانون مليوناً، وثورة أصحابها يقتلونها. د. عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح الافتراضى للرئاسة.. تعجبت من إصراره من الضغوط التى يمارسها على اللجنة العليا للانتخابات بطلب الحصول على كل البيانات الشخصية للسادة الناخبين. تطلب صورة من الرقم القومى واسم الزوجة والأبناء واسم أم الناخب، الديانة، فصيلة الدم. عليه أن يفهم أن هذا طلب غريب من شخص يريد أن يحكم مصر، فهذا تعدٍ على الحريات الشخصية وعلى أسرار العائلات، شكرا للجنة العليا لرفضها، لأنها وافقته فأنا أول مواطن سيقيم دعوى ضد المرشح وضد اللجنة. د. سحر الموجى فى مقال ب«المصرى اليوم» شبهت المجلس العسكرى بفتوة الحارة المفترى، ما رأى السادة القراء، هل هناك مظاهر لهذه الفتونة أم هو طق حنك؟.. لا أقبل كلامها لأنها إنسانة مثقفة، ولها فى العلوم والنظم السياسية. سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. لعله يسأل نفسه الآن، هو فيه إيه بالضبط، الهجوم الإعلامى ممكن، أما محاولة الزملاء لإزاحته من الاتحاد فهو أمر غير مفهوم، ثلاثى الأعضاء الجدد، كرم كردى، أحمد مجاهد، جمال محمد على، ومعهم مجدى عبدالغنى قرروا توحيد مواقفهم لهذا الغرض، السؤال هل ما يقومون به سيناريو لإعداد المسرح لهانى أبوريدة أم أن الكيل قد طفح.. الأيام بيننا. د. عصام شرف رئيس الوزراء.. ما تم مع م.حسن صقر رئيس جهاز الرياضة أمر لا يليق بأخلاقيات د. شرف.. فلا هم أخطروه بالاستمرار ولا بعدم الاستمرار، معنى ذلك هو عدم اعترافهم بقيمة الرياضة فى مصر أيضاً وعدم تقدير واحترام المسؤولين الحكوميين الذين انتهت مهمتهم.. هل هناك صراع على المنصب بين القوى السياسية الرئيسية فى الحكم.. ولهذا جاء هذا الموقف.