محاكمة عزل ترامب الثانية تنطلق الثلاثاء فى مجلس الشيوخ.. الجمهوريون يحتشدون للدفاع عن الرئيس السابق ويصفونها بالمسرحية الهزلية.. والديمقراطيون لا يطلبون شهودا أملا فى إنهاء المحاكمة سريعا للتركيز على أجندتهم

تنطلق محاكمة العزل الثانية للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى مجلس الشيوخ مساء اليوم الثلاثاء، وسط غموض بشأن الكيفية التى ستجرى بها المحاكمة، وأن كان الواضح أن أمدها لن يتجاوز أسبوعا، حيث يسعى الديمقراطيون للانتهاء منها سريعا للتركيز على خطط الرئيس جو بايدن التشريعية، وفى ظل ضحالة فرص إدانة ترامب.
وقالت مجلة بولتيكو، إن الديمقراطيين يغيرون نهجهم بشكل كبير فى محاكمة العزل الثانية مقارنة بما فعلوا فى المحاكمة الأولى، مشيرة إلى أنهم لا يضغطون بقوة من أجل استدعاء شهود فى المحاكمة المقرر أن تبدأ الثلاثاء.
وأشارت المجلة، إلى أن الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ أوضحوا أنهم يتبعون نهجا مختلفا عن ذلك الذى تعاملوا به إزاء مكالمة ترامب الشهيرة بشأن أوكرانيا. فالآن، يقولون إن خبرتهم كشهود لأحداث اقتحام الكابيتول فى 6 يناير كافية.
وقال السيناتور ريتشارد بلومنثال، إن المحاكمة الثانية مبنية على ما وصفه بالجريمة العامة، مضيفا أن نية ترامب لم تكن خفية لذلك يعتقد أن هناك خطر مثلما كان دائما لمحامى المحاكمة والدعاء أن يحاولى بشكل مبالغ فيه إضافة مزيد من الشهود لإثبات ما هو واضح.
بينما قارن السيناتور بريان شاتشر الوضع قائلا: تخيل لو تم بث مكالمة أوكرانيا على الإنترنت. وأشار إلى مدى تواجد أعضاء كلا الحزبين فى الأمر، فليس من الواضح بالنسبة له أن هناك أى دليل يمكن أن يغير ما فى ذهن المرء.
ولا يزال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية ميتش ماكونيل يتجادلان حول الكيفية التى يتم بها تنظيم المحاكمة. لذلك، ليس من المؤكد حتى الآن ما إذا كان مجلس الشيوخ سيصون على سؤال شهود، أو أن شخص ما سيفرض شاهدا فى بداية المحاكمة.
لكن حتى الآن، ليس من المتوقع أن تستمر المحاكمة أكثر من أسبوع وأن كان هذا الأمر قد يتغير فى جال استدعاء شهود. وقد دعا الديمقراطيون إلى محاكمة سريعة مبررين ذلك بأولويات أخرى مثل إغاثة كورونا والاستبعاد الكبير لانضمام 17 جمهوريا لإدانة ترامب. بينما يركز أغلب الجمهوريين على حجة ان مساءلة رئيس سابق غير دستورية.
من ناحية أخرى، احتشد المدافعون عن ترامب فى مجلس الشيوخ حوله قبل بدء محاكمة عزله المقررة اليوم، ووصفوها بأنها مضيعة للوقت، بحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، وقالوا إن الخطاب الغاضب للرئيس الأمريكى قبل اقتحام الكابيتول لا يجعله مسئولا عن العنف الذى وقع فى 6 يناير.
وقال السناتور الجمهورى روجر ويكر، إنه لو كانت المحاسبة تعنى المساءلة من مجلس النواب والإدانة من مجلس الشيوخ، فإن الرد على ذلك هو لا. وأوضح أن ترامب ينبغى أن يتم تبرئته وهذا ما سيحدث. وردا على سؤال حول ما إذا كان الكونجرس سيحث عقاب أخرى مثل اللوم، قال ويكر إن مجلس النواب بقيادة الديمقراطيين كان لديه هذا الخيار فى وقت سابق لكنه رفضه من أجل عزله. والآن، لقد أبحرت السفينة.
وعلى الرغم من أن إدانة عدد من الديمقراطيين لأحداث العنف فى الكونجرس، إلا أنه مع ترك ترامب للرئاسة، لم يعد لديهم رغبة سياسية فى اتخاذ مزيد من الإجراءات مثل إدانة العزل التى قد تؤدى إلى منعه من تولى المنصب مرة أخرى فى المستقبل. وقد زادت الخلافات بين قبل المحاكمة، مما يبدل على استمرار قبضة ترامب على الحزب الجمهورى.
ووصف السيناتور راند بول محاكمة ترامب بأنها مسرحية هزلية ليس لديها أى فرصة للإدانة، ووصف كلمات ترامب للمحتجين بان يقاتلوا مثل الجحيم، فى الوقت الذى كان الكونجرس يصوت على فوز بايدن بالرئاسة، بأنها مجازية.
بينما قال السيناتور ليندسى جراهام، أحد أقوى المدافعين عن ترامب، إنه يعتقد أن تصرفات الرئيس السابق كانت خاطئة وأنه سيكون له مكان فى التاريخ بسبب كل هذا، لكنه أصر على أنه هذه ليس مهمة مجلس الشيوخ.