قالت صحيفة نيويورك تايمز إن لقاء التليفزيون المصرى بالجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، عقب إطلاق سراحه فى صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، أثار ردود فعل عكسية فى كلا من القاهرة وتل أبيب. فلقد انتقد الإسرائيليون بشدة التليفزيون لإستغلال الأسير المرهق داخل دائرة الضوء فى سبيل إبراز الدور المصرى، بينما شعر المصريون بالغضب إزاء تركيز التليفزيون الوطنى على أسير إسرائيلى بدلا من مئات الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم فى إطار ذات الصفقة. وقد حاول التليفزيون الدفاع عن موقفه مشيرا إلى أنه من وجه النظر المهنية لا يجب تفويت سبقا مثل هذا. واكدت شهيرة أمين التى أجرت المقابلة أن اللقاء لم يكن شرطا فى إطلاق سراح شاليط، موضحا أنها سألت وزير الإعلام عما إذا كان يمكنهم إجراء اللقاء والذى بدوره مرر الطلب إلى الجيش ومسئولى المخابرات الذين وافقوا أخيرا. وأشارت أنها سألت الجندى الإسرائيلى نفسه عن رغبته فى إجراء اللقاء، قائلة: "إذا ما رفض فلم نكن لنجبره على الحديث معنا". وأضافت أنها كانت تختصر الأسئلة لأنه بدا مرهقا للغاية. وقد تركز الغضب داخل إسرائيل إزاء أسئلة المحاورة لشاليط، وبالتحديد سؤاله بشأن رأيه فى نجاح الوساطة المصرية فى حين فشل آخرون من قبل وعما إذا كان يخطط للعمل على إطلاق سراح نحو 4 آلاف فلسطينى بالسجون الإسرائيلية. ولفتت نيويورك تايمز إلى أن أمين توقعت حرص وزارة الإعلام على إجراء اللقاء فى ظل الانتقادات الشديدة التى تواجهها وسائل الإعلام القومية، خاصة إزاء دورها التحريضى فى أحداث ماسبيرو قبل أكثر من أسبوع. لكن يبدو أن توقعاتها جاءت على النقيض، وقد إتفق بعض العرب على رأى واحد إزاء تغطية التليفزيون للصفقة إذ تم معاملة السجناء الفلسطينين كمجموعة واحدة من الغوغاء فيما برز شاليط كأسير عادى. وكتب أحدهم: "وسائل الإعلام لدينا تتباهى بإجراء مقابلة حصرية مع جندى من لأولئك الذين يقتلون جنودنا؟ متى سنتغير؟". وقال دكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة: " أن التليفزيون المصرى لا يفوت فرصة لتعزيز السياسات المصرية، حتى وإن لم يكن الوقت مناسبا، وهذا يتجاهل إعتبار أن الحديث مع جندى لازال يشعر بأنه قيد الأسر، لن يثير بالضرورة إجابات صادقة منه".وأضاف "إن تليفزيون الدولة يبحث دائما عن الدعاية السياسية فى أى موقف لدعم السياسات العامة حتى لو كان الوضع لا يتطلب هذا".