تحت عنوان الارتجال هو روح وجوهر العمل فى السينما "عقدت أمس جلسة النقاشة ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبى السينمائى مع المخرج الموريتانى المبدع عبد الرحمن سيساكو؛ وبحضور النجم المصرى عمرو واكد ب«الارتجال: مغامرة محسوبة»، حيث قال سيساكو إنه من الضرورى على الفنان أن يمتلك القدرة على التعبير عن حقيقة اللحظة التى يجسدها المشهد، فالواقع أغنى بكثير من الخيال فى معظم الأحيان. موضحاً أن الارتجال قد يكون من جانب المخرج أو المنتج أو الممثل، حيث يذهب بعض الفنانين الذين يمتلكون الموهبة فى أدائهم إلى أبعد مما يتوقع المخرج. مؤكداً أن الدراسة ليست كل شىء فى صناعة الأفلام، «فالسينما مشوار طويل يتعلم الفنان شيئاً جديداً فى كل خطوة فيه، وهذا هو جوهر الارتجال أن نكون قريبين من كل ما يحيط بنا، وأن نستشعر كل ما يدور حولنا، ولكنه فى الوقت نفسه، لا يصلح الارتجال مطلقا فى صناعة الأفلام الوثائقية مثلا». أما الفنان المصرى عمرو واكد فدعا صناع الأفلام العرب إلى تجاوز الحدود والسعى لتقديم إنتاج مشترك مع فنانين موهوبين من مختلف الدول العربية لتقديم أعمال مختلفة. وأضاف: «نعرف جميعاً أن صناعة السينما فى المنطقة العربية قد طالها الضعف فى السنوات الماضية، قبل قيام الثورات التى تشهدها المنطقة والتى تعرف بالربيع العربى، والآن علينا ان نغير وجهة نظرنا لصناعة الأفلام، وأن نسعى لتقديم أعمال مختلفة تعطى أولوية للاقتراب من المشاعر الإنسانية والتعبير عنها، وتسمح بمساحة أكثر اتساعاً للارتجال. فهذه الثورات لابد أن ترتبط بتقديم فن حقيقى يعبر عنها ويعكس بصدق ما يجرى فى الواقع ليقدمه على الشاشة». ووصف واكد فيلمه الجديد الذى قدمه مع المخرج إبراهيم البطوط عن ثورة يناير، بأنه «من أفضل الأفلام التى قدمها»، موضحاً أن الفيلم، الذى لم يصرح باسمه، اعتمد بشكل كامل على الارتجال، حيث لم يتم تجهيز سيناريو أو حوار له، ولكن الرغبة فى تقديم عمل عن الثورة، جمعته مع البطوط فى ميدان التحرير خلال الثورة، وهناك بدأ العمل فى الفيلم. وانتقد واكد غياب «المنتج المغامر» عن الساحة فى الفترة الحالية. مشيراً إلى أن هناك مخرجين كباراً ومن بينهم مخرجون صنعوا أفلاما صنفت ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما العربية، ومع ذلك يجلسون فى بيوتهم لأنهم لا يجدون المنتج الفنان الذى يتولى إنتاج نوعية الأعمال التى يقدمونها. معتبراً أن المخرجة الراحلة آسيا كانت آخر المخرجين المغامرين فى العالم العربى. من جانب آخر، كشف واكد أنه يعمل منذ ما يقرب من 10 سنوات على تجهيز فيلم عن البطل العربى عنترة بن شداد، لتقديمه على الشاشة بشكل مختلف عن الصورة التى سبق أن قدم بها، ليجسد من خلاله الهوية العربية فى صورة بطولية مثل سوبر مان ولكن باللغة العربية، مشيراً إلى أن عملاً مثل هذا لا علاقة له بالارتجال، حيث عمد طوال السنوات التسع الماضية على وضع خطة عمل ومراحل لتنفيذ الفيلم، وقام بالعديد من البحوث الموسعة ليخرج العمل بالمستوى الذى يطمح إلى تقديمه.