«غد» بعد «الغد»

.. سبع سنوات نضال من أكتوبر 2004 إلى أكتوبر 2011
.. فى أكتوبر 2004 قام حزب الغد، بعد رحلة من الكفاح من أجل أن تكون لنا رئة نظيفة فى زمن كانت فيه كل الرئات متحجرة، متصلبة الشرايين.
.. قبل أن يخرج حزب الغد للنور فى أكتوبر 2004، كنا تقدمنا بحزب الغد المصرى الاجتماعى الحر فرفضوه، فتقدمنا بحزب الغد الحر، فرفضوه، فتقدمنا بحزب الغد الليبرالى الاجتماعى فرفضوه فتقدمنا بحزب الغد وصدر تقرير مفوضى الدولة لصالحنا وظلت جلسة النطق بالحكم تؤجل مرة تلو الأخرى، حتى خرج الغد من لجنة الأحزاب تفادياً لصدور الحكم المؤجل.
.. خرج الغد وفى رحمه لغم وهو دس بعض الأوراق بعد إخفاء أصولها بمؤامرة من الدولة ولجنة الأحزاب وأمن الدولة، وكان ما كان من محاولة الإجهاز على حزب الغد ومؤسسه بعد 89 يوماً - فقط - من قيام هذا الحلم الواعد..
.. سبع سنوات كاملة، ونحن نكابد صراعات مع الدولة، ورجالها، وأمن دولتها ومخبريها وصولاً لاستعادة حقنا فى حزبنا، وجهدنا، الذى سرق - جهاراً نهاراً - دون أن يشعر أحد بالخجل، أو الأسف عندما بلغ الأمر حد حرق مقراتنا بعد اغتيال حريتنا وحقوقنا.
.. كنا نحصل على الأحكام القضائية فلا تنفذ!! ويلقى بها فى سلة المهملات، كانت مهمة الإعلام الرسمى - ونصف الرسمى - هى إشاعة وجود انقسامات داخل الغد، بينما كانت الحقيقة أننا كنا فى حالة صراع دائم مع النظام، ورجال النظام، وإعلام النظام.
.. عندما قامت الثورة، وتعدل قانون الأحزاب، وتشكيل لجنة شؤون الأحزاب تصورنا أن الطريق بات سهلاً وممهداً لاستعادة حقوقنا المسلوبة فى حزبنا، وشرعية وجوده، إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة.
.. واختصاراً للوقت، وحرصاً على حق هذا الحزب، فى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تقدمنا بأوراق حزب «الغد الجديد»، إلا أن اللجنة «الجديدة» تعاملت بنفس الروح القديمة ورفضت الحزب بدعوى تشابه الاسم!!
.. قمنا بتعديل الاسم إلى غد - الثورة «غد» فرفضت اللجنة وأحالت الأمر إلى القضاء الإدارى «المحكمة الإدارية العليا» طالبه تأييد قرارها برفض الغد الجديد وحزب غد الثورة «غد».
.. وأمس الأول صدر حكم القضاء - قبل ساعات من فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية بقيام حزب غد - الثورة «غد» ليلحق بقطار الانتخابات البرلمانية قبل موعد انطلاقه بساعات قليلة.
.. نعم كان الطريق إلى الغد، دائماً مدبباً، وحافلاً بالأكمنة، والمطبات، والمنحنيات الخطرة، لكنه كان دائماً الطريق الأشرف والأنقى.
.. لم نهادن يوماً.. ولم نفرط، أو نساوم، أو نتلون، أو نوارب الأبواب!! كانت دائماً مواقفنا واضحة وضوح الشمس.. ساخنة بسخونة الأحداث صادمة أحياناً بعمق جراح الوطن الفارق فى الفساد والاستبداد..
.. واليوم جاء «غد» بعد «الغد».. ليكون امتداداً حقيقياً لقيم ومبادئ وتاريخ ونضال «الغد»..
.. غد - الثورة «غد»، هو جيل جديد، من «الغد»، بذات القيم والثوابت الوطنية ولكن بطعم الثورة والحرية..
كما كان حزب المؤتمر الهندى الحالى جيلاً - ثالثاً - لحزب المؤتمر الأول، الذى أسسه غاندى، وكما كان حزب الوفد الجديد، جيلاً - ثانياً - لحزب الوفد، الذى أسسه سعد زغلول.. سيكون غد الثورة جيلاً جديداً من الغد.
.. أهلاً بحزب، غد - الثورة «غد» الذى خرج من رحم الأمة، والثورة، قبل أن يخرج من رحم الغد، ليكون رقماً صعباً فى المعادلة الحزبية والسياسية فى مصر وإضافة حقيقية للجماعة الوطنية المصرية..
.. أهلاً ب غد - الثورة «غد».. وأهلاً بالمعارك من أجل أهداف ومبادئ الثورة.