الثورة والأحلام الضائعة

عندما يشعر المواطن كل طلعة شمس أن الثورة مازالت لم تحقق له حلما واحدا من أحلامه العديدة فماذا تتوقع أن يفعل؟ عندما يشعر المواطن أن القتلة واللصوص مازالوا ينعمون بالراحة حتى داخل سجونهم الوهمية فماذا تتوقع منه؟ عندما يشعر المواطن أنه مازال يحترق من ارتفاع الأسعار، وعدم قدرته على توفير متطلبات أسرته الأساسية فى ظل انخفاض الدخول فماذا تتوقع منه؟ عندما لا يجد المواطن ثمن دواء لأحد أبنائه، وهو يراه يتألم أمام عينيه فماذا تتوقع منه؟ عندما يشعر الشباب بأنهم مهمشون لعدم وجود وظيفة أو عمل شريف يحقق ذاتهم فماذا تتوقع منهم؟ عندما نرى ارتفاع سن الزواج لدى الجنسين لعدم القدرة على تدبير نفقات الزواج، فماذا تتوقع منهم؟
عندما لا يستطيع المواطن دفع مصاريف تعليم أولاده ودروسهم الخصوصية من مرتبه الذى لا يكفيه هو وأسرته خبزاً فقط فماذا تتوقع منه؟ عندما لا يجد المواطن شقة صغيرة تستره هو وأسرته بدلا من سكنى الخيام وأحواش القبور لارتفاع أسعار الشقق، فماذا تتوقع منه؟ عندما يعانى المواطن يوميا من ازدحام المواصلات وصعوبتها فماذا تتوقع منه؟ عندما يقرأ المواطن عن الملايين التى يحصل عليها اللاعبون والفنانون التى تطالعنا بها الصحف كل يوم لتستفز مشاعرنا وتقتل فى داخلنا الإبداع والابتكار، بل وتزيد فينا الإحباط بكل معانيه، فماذا تتوقع منه؟ عندما يقرأ ويستمع المواطن إلى أسعارالفيلات والشاليهات، ويقرأ عن أصحاب الشركات والمصانع، ويقرأ عن الأرصدة المليونية الموجودة بالبنوك لشخصيات لم نكن نسمع عنهم أى شىء، وظهروا بقدرة الواحد الأحد فجأة فماذا تتوقع منه؟
عندما يستشعر المواطن بأن الظالمين مازالوا على رأس كيانات كبيرة بالدولة يفعلون ما يشاءون بمنتهى التبجح فماذا تتوقع منه؟ عندما يستمع المواطن إلى وعود براقة وكاذبة من مسئولين لا يحققون منها شيئا فماذا تتوقع منه؟ أليست كل هذه الأشياء كافية لتشعل نار ثورة جديدة لتصويب تلك الأوضاع، لاسيما وأن هذا الشباب مازال يحلم بغد مشرق استشعر أنه لو لم يسع الشرفاء فى هذه البلد إلى تحقيق العدل الغائب منذ عقود عديدة، فأتوقع أننا على أعتاب ثورة جديدة، ولكن هذه المرة ستكون ثورة تقضى على الأخضر واليابس لأنها ستكون ثورة الجياع!!