أيه ده؟ هو فيه أيه؟ أبلغ تعبير عن حيرة المصريين فى الخارج من التأرجح المستمر فى الدولة فيما يتعلق بممارسة المصريين فى الخارج حق التصويت. ومن المهم أن نحيى الحركة الرائعة للمصريين فى الخارج وهى حركة احتجاجية يوم 8 أكتوبر، أى بعد يومين من الاحتفال بالذكرى ال 38 لنصر أكتوبر العظيم، وهى وقفة مهمة أمام سفارات مصر بالخارج لتأكيد حق المصريين فى الخارج فى التصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة، لأن مصر بعد الثورة يجب أن تكون لكل المصريين وعلى الكل المشاركة فى مقدرات ومقادير الوطن. ومن منبر "اليوم السابع" أحيى مركز هشام مبارك للقانون حيث قدم دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى ضد اللجنة العليا للانتخابات وآخرين لعدم إنشاء مقار انتخابية بالسفارات المصرية بالخارج لتمكين المواطنين المصريين المقيمين بالخارج من التصويت فى الانتخابات القادمة. وأكد المركز أن استمرار حرمان المصريين فى الخارج من حقهم فى التصويت والمشاركة فى الحياة السياسية وصياغة مستقبل الوطن هو استمرار للنهج الاستبدادى، الذى كان يتبعه النظام البائد فى الانتخابات السابقة، فرغم إلغاء المادة 12 من قانون مباشرة الحقوق السياسية التى كانت عائقاً أمام تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات والقائمين على إدارة البلاد لم يعلنوا بشكل واضح حتى الآن عن مصير ملايين المصريين الراغبين فى المشاركة فى مستقبل مصر. واعتمدت عريضة الدعوى القضائية على مخالفة قرار اللجنة العليا للانتخابات بعدم إنشائها لمقار انتخابية بالخارج للإعلان الدستورى ولقانونى الهجرة ورعاية المصريين بالخارج وقانون مباشرة الحقوق السياسية وللعهد الدولى للحقوق السياسية والمدنية. ويهمنى بالدرجة الأولى أن ألفت إلى مجموعات كثيرة من المصريين فى الخارج ومنهم تحالف مصر فى الخارج الذى تشكل يوم 4 فبراير ويضم مئات من المصريين فى كل أنحاء العالم، ومن بينهم الندرة من الخبراء، الذى أعلن هدفه منذ البداية وقبل انتصار الثورة وهو تأمين تصويت المصريين فى الخارج.. وينطبق عنوان المقال على قضية تصويت المصريين فى الخارج: أيه ده هو فيه أيه. ويؤكد خبراء التحالف أن مقولة اختراق التصويت فى الخارج من قبل جهات أجنبية أو جهات لها مصالح فى انتخاب هذا أو ذاك كلها مقولات لتعطيل حق المصريين فى الخارج وليس لها أى أساس من الصحة من الناحية الفنية. ومن ثم فلابد من ممارسة هذا الحق وأعجبنى تأكيد عمرو موسى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، على حق المصريين فى الخارج فى اختيار رئيسهم القادم فى الجمهورية الثانية مع العمل فيما بعد على وجود تمثيل لهم فى برلمانات قادمة، وأكده مراراً وتكراراً فى لقاءات مختلفة. وظنى أنه لا خلاف على هذا الرأى بين مرشحى الرئاسة جميعاً، ولكن المهم هو التصريح به وإعادة تأكيده فى كل مناسبة من قبل مرشحى الرئاسة ومن قبل الأحزاب جميعها. ومن المهم أن تكون المرحلة القادمة أى السنة القادمة مرحلة وحدة العمل للمصريين فى الخارج وأن يخرجوا من مؤتمرهم الخامس فى نهاية أكتوبر بإعلان مهم يطالب المجلس العسكرى ومجلس الوزراء بتطبيق هذا الحق الذى هو حق أصيل للمصريين غير قابل للتلاعب به. وأدعو أن ينتهى انقسام المصريين فى الخارج لأن هذا الانقسام ولد خلال عهود من القمع التى جعلت من المصريين مجموعة تخاف وتخشى أبناء وطنها المحيطين بها ومجموعة أخرى تتحكم فى مصائر من لا ينصاع إليها ومجموعة ثالثة لا حول لها ولا قوة تأمل فقط فى الحفاظ على لقمة العيش والأمن والأمان من المتربصين بها. وعلينا ألا ننسى أن هذا العدد غير العادى والمهول من المصريين بالخارج ترك النيل وسماه ليس لجمع الأموال السائلة والطائلة ولا ليعيش فى جنة رضوان بل ترك جنته- وهى أم الدنيا- لأنه سلبت منه الحياة الكريمة وكنا نحن الذين عاشوا فى الخارج لسنوات وسنوات من الغربة وألمها لا نعرف أننا سرقنا من قوتنا وكرامتنا، ووقعت الصاعقة علينا يوم 11 فبراير حين أعلن المخفى والمستور.. ويعتقد البعض أن من يأكل السومون المدخن والجبنة السويسرية أو الفرنسية ويحتسى الكابوتشينو مستمتع بحياته، على العكس تماماً، فكل مصرى فى الخارج، باستثناءات قليلة من الذين يحبون المنظرة، يسعى لأكلة فول وطعمية وكشرى وفنجان قهوة مصرى أو شاى كشرى.. لقد تعب كل مصرى فى الخارج من مغبة الغربة-أو على حد مفجرى الثورة التونسية-هرمنا هرمنا- وأقل ما يمكن أن يقدمه الوطن للمصريين فى الخارج هو حقهم فى أن يكون المصرى مصريا غير منتقص الحقوق. ويذكرنى هذا الحديث بقول أحد الشخصيات العامة معلقاً على حياتى فى سويسرا ما يقارب من 15 سنة: لو كنت قد بقيت فى مصر والحديث له- كنت ستحتلين منصباً قيادياً ولكن التعويض لك أنك تعيشين فى بلد نظيف- وأنتهز فرصة عودتى النهائية لمصر لأقول له من قال لك إننى أحببت حياتى فى الخارج ولا نظافة البلاد التى عشت بها، أنا كنت اشتاق لهواء مصر لتراب مصر ومهمومة بمشاكل مصر فأنا عاشقة لمصر ودفعت ثمن الغربة كبيراً كبيراً ليس لعدم حصولى على منصب ولكن للمعاناة الإنسانية التى دفعتنى إلى خيار تذكرة عودة نهائية لأكون مع أسرتى ال 85 مليون مصرى ومصرية كل طفل وطفلة كل مسن ومسنة، مع أنه كان أمامى الخيار للاستمرار هناك حتى 2015، ولكن حالة مخاض الجمهورية الثانية دفعتنى إلى قرار العودة النهائية. وللأمانة فإن الميزة الكبيرة لوجودى فى الخارج كانت أننى كنت خارج دائرة النظام السابق مدة 18 سنة ومن ثم فإننى أقول لهذه الشخصية العامة أشكر الله على أننى فقدت فرصة المنصب القيادى خلال مرحلة حكم فاسدة مليئة بالمفسدين فى الأرض سلبونا جميعا من حقنا فى حياة كريمة. ولماذا هذا الحماس من جانبى عن حديثى عن المصريين فى الخارج لأننى منهم وأمثلهم فى الداخل الآن أو على الأقل أمثل معاناتهم وأستطيع الحديث عنها وعن تحالف المصريين بالخارج. وظنى أن الحل الوحيد للمصريين فى الخارج- وهم ملايين- هى وحدة الصف ونبذ الخلافات وإعلان تشكيل حزب جديد ضاغط يؤدى بنقل العدالة التى ستبزغ مع الجمهورية الثانية إلى خارج الحدود لتشمل كل المصريين. * كاتبة صحفية