تحلم وتطير مع حلمها لتكون عروسا فى بيت زوجها.. وتكون سيدته وملكته وصاحبة شأنه.. وتحلم بمستقبل يأتى بغد تشرق فيه حياتها ويكون منبع حنان لسعادتها وعمرها.. وتسجد للرب بشكرها.. وتصبح شيئا مهما ومذكورا فى حياة زوجها.. وتلتمس كل الأعذار والكلمات لتقنع الآخرين بحبها وبأنها اختارته بعقلها وقلبها.. ولن تتخلى عنه طوال عمرها.. وتحقق حلمها.. وأصبحت سيدة بيتها وصاحبة العصمة مع زوجها. وتبدأ مسئولية الحياة.. ليتناقش الزوجان بأمورها.. ومن المحتمل أن يختلفا.. أو يتشاجرا.. وتعلو أصواتهما ليسمعها الجيران.. ولكن سيدة المكان.. لن تتحمل الذل والهوان وبلحظة جنون تصرخ صرخة تدوى فى أرجاء بيتها.. بها تهدم حياتها.. وتشتت كيانها وتبعثر عواطفها.. وتجمد أنوثتها.. وتزعزع كيان بيتها التى كانت دعائمه قوية وعلى أرض ثابتة.. لكن صرختها زلزلته وحطمته وتركته فارغا يئن من جراح وآلام لن تندمل بسرعة مهما حاولت لأن شرخه كان كبيرا وأمره بات عظيما.. ( إن كنت رجلا طلقنى) رمت قذيفتها وكبرت مأساتها.. وأزعجت زوجها.. وقتلت الحلم الذى بداخله، وقتلت ما فى نفسه من آمال وأحلام.. وزعزعت كيان بيته المستقر.. ليندفع هو الآخر بإلقاء قنبلته المماثلة كما طلبت..(أنت طالق) هنا تصحو المسكينة على هزة أرضية فجعت قلبها.. وكسرت خاطرها.. ودمرت حياتها.. وشتت عائلتها.. وتندم بعد ذلك فى وقت لا ينفع فيه الندم فالحياة مشاركة أيتها الزوجة العزيزة.. بالود والرحمة والصبر والتحمل لأنه من صفات الزوجة الصالحة التى تسعى بالحفاظ على كيان بيتها وأسرتها. ونحن نعلم جيدا أن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق.. فلما تغضبين ربك بطلبه.. لما تستهينين بهذه الكلمة المقدسة التى من المفروض أن تكون ملغية من قاموس حياتك.. وألا تطلبيها إلا لضرورة كبيرة غير محتملة.. أما أن تتزينين بها مع كل صدام مع زوجك فقد أصبحت تسليتك ورفعت الآمان عن بيتك ومن قلب زوجك ولم يعد يشعر معك بالسكينة والمودة والرحمة.. وإنما بسيفك الذى ستسلطينه على رقبته بين حين وآخر ليكون طوع أمرك. أرجوك أن تجعليها عبارة محرمة فى ذهنك وتفكيرك وتكونى حليمة فى قرارك وهادئة قبل إجابتك وأن تحترمى هذا الرجل الذى أمامك. وقد نهانا رسولنا الكريم عن طلب الطلاق حيث قال: (أيما امرأة سئلت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) ألا تستحق منك هذه العبارة التأنى والهدوء والروية فى ردك لهذا الكيان الذى اسمه زوجك وأنت أيها الزوج المحترم.. حلمك هو رجولتك.. وصبرك هو قوتك.. وهدوءك هو من شيمك.. إن طلبت الطلاق منك.. فتبسم فى وجهها مهما كان غضبك مسيطر على نفسك وقل لها أنا رجلا بكل ما أملك.. ولأننى رجل قوى سأمسك نفسى عند الغضب وسأكون حليما وعادلا عند الطلب.. وهدأ من روعها ومن خوفها وأشعرها بالأمان الذى يطلب وبالاستقرار الذى به تحلم، فالحياة قصيرة ومعناها جميل وكل ما فيها لا يحتاج إلى العتب.. فالصبر جميل أيتها الزوجة أنشرى عبيرك المحبب وحولى أشواكك إلى وردة لا تؤذى بها أحد.. وكونى وفية لهذا الزوج الذى تعاهدت معه على الحب والوفاء والتضحية.. وتذكرى بأنه زوجك الذى أختر تيه دون كل البشر.. وفراقه وفراق أولادك سيكون عذاب لعمرك المنتظر.. أمنحيه قلبك وأنيرى شمعتك.. واصرخى بأعلى صوتك أننى أشتاق إليك أيها الزوج المحترم.. وأنت أيها الزوج.. هى دواءك فى وحدتك وهى التى تجفف دمعتك وترد لك الأمل عند يأسك.. وتخاف عليك فى محنتك وتكون سيفا فى ظهرك.. وهى وردتك.. معك تنمو وينتشر عطرها وعبيرها على أسرتك فكن لها أبا وزوجا وحبيبا وستجدها لك أما وأختا وزوجة ليعمر بكما الكون وليكون الحب والوئام بين أيديكم مدى الأبد.