لأول مره أجد نفسى مؤيداً لجماعة الإخوان المسلمين فى بيانهم الصادر بتاريخ الرابع والعشرين من أغسطس بشأن الأزمة المصريه – الإسرائيلية، والذى طالبت الجماعة فيه المجلس العسكرى ومجلس الوزراء بطرد السفير الصهيونى من البلاد وعدم الاكتفاء بسحب السفير المصرى لدى إسرائيل لحين تقديم الجانب الإسرائيلى اعتذارا رسميا عن الأرواح التى أزهقت فى سيناء جراء إطلاق النيران والقصف العشوائى للمناطق الحدودية بين البلدين. فقد أكدت الجماعة على عدة نقاط أهمها أن إسرائيل قد تظن أن القوات المسلحة مشغولة بإدارة البلاد.. مما دفع الكيان الصهيونى للتمادى فى فرض سيطرته على الحدود المصرية مما نتج عنه مقتل ستة جنود مصريين أبرياء من الدماء الإسرائيلية التى أريقت فى حادثة الحافلة الإسرائيلية الأخيرة. فقبل الثورة كنا نرى ونسمع عن مقتل جندى مصرى أو أكثر.. ولم نكن نتلقى سوى شرح مبهم ومقتضب لملابسات الحادث من الجانب الإسرائيلى، وما كنا نجرؤ على طلب الاعتذار.. بالإضافة لعدم إعلان نتائج فحص النيابة لآثار الحادث، لأنه كان سيدين الجانب الصهيونى كما أدانه بعد الأحداث الأخيرة. ولكن بعد الثورة لا يجب أن نقوم بنفس ردود الأفعال السلبية، كما لا يجب أن تكون ردود أفعال خرقاء، فعلى الرغم من تأييدى للإخوان فى بعض مطالبهم بالتعجل فى إعمار سيناء وملء فراغها بملايين المصريين، والتيقظ لعمليات التجسس المستمرة وإيقاع أقصى العقوبات بسرب الجواسيس الذى يتساقط يوما بعد يوم، فضلا عن عدم السكوت على أى عدوان قد يقع مستقبلا علينا. فأنا ضد من يسعى لاندلاع الحرب بيننا وبين أى دولة خصوصا فى الوقت الحالى.. أو على الأقل الضغط على قواتنا المسلحة لاستخدام ورقة الحرب الملتهبة التى قد تؤذينا قبل أن تؤذى المقصود منها إيذائه فى الأساس.. خاصة ونحن لازلنا نضمد جراحنا الاقتصادية مما ألم بها بعد الثورة، كما أننى غير مؤيد للمظاهرات التى تطلق فيها الألعاب النارية أمام سفارة إسرائيل، بل إن المجلس العسكرى ومجلس الوزراء لابد أن تكون قراراتهم نابعة من تخطيط وتفكير مدروس، فعندما تتحدث عن الحرب فأنت تتحدث عن مصير بلد بأكمله. وبالتالى أرجو من جميع القوى السياسية سواء كانت أحزاب أو حركات أو نشطاء مستقلين أو جماعات بأن تقوم بتفعيل مبدأ وحدة الصف ولم الشمل بينها وبين الشعب، لنكون جميعا يداً واحدة خلف القوات المسلحة فى أى قرار قد تتخذه خلال الأيام المقبلة. ولا أقصد هنا وحدة الصف بالشكل الذى شاهدناه من الإخوان المسلمين فى التحرير، ولكن أقصد التأييد الكامل والمطلق للمجلس العسكرى وتركه لإدارة شئون البلاد الداخلية والخارجية، وعدم التأثير أو الضغط عليه بأى شكل قد يؤثر بالسلب على مستقبل مصر الحبيبة. حمى الله مصرنا والمصريين.. ووحد صفنا ولم شملنا.. ولتهدنا إلى ما فيه خيراً لنا يا أرحم الراحمين.