قال الكاتب السعودى خالد الدخيل فى حوار له مع موقع "دويتشة فيللة" الألمانى، إن الصمت العربى اللافت للنظر تجاه أحداث العنف فى سوريا هو ما دفع بالولايات المتحدة مؤخرا إلى مطالبة العرب بموقف معلن. موضحا أن تظاهرات الجمعتين الأخيرتين واللتين حملتا شعار " صمتكم يقتلنا " و" الله معنا"، تحملان نبرة عتاب من الشعب السورى إلى العالم العربى. كما يرى الدخيل أن هناك تباينا واضحا فى موقف كل من الإعلام العربى الرسمى وغير الرسمى، موضحا أن التغطيات الإعلامية غير الرسمية تشير إلى متابعة مستمرة للأحداث فى سوريا وتعبر عن سخط ورفض الشعوب العربية لسياسة العنف التى يتبعها الرئيس بشار الأسد ، كما أن هناك تبنيا شعبيا لمطالب السوريين بإسقاط الأسد ونظامه، إلا أنه وعلى النقيض فليس هناك موقف معلن للإعلام الرسمى. وأوضح الكاتب السعودى فى مقاله أن تصعيد القمع تجاه المتظاهرين فى سوريا يقابله تصعيد فى الشعارات المطالبة برحيل النظام. ويرى الدخيل أن البلدان العربية يختلفون فى مواقفهم ولكنهم يتفقون على الصمت، مشيرا إلى أن الصمت قد يعنى لبعض الدول العربية تأييد الصورة السورية وإسقاط الأسد ولكن هذه الدول لا ترى أنه من الحكمة الإعلان رسميا عن ذلك الموقف حيث إن تأييدها لسقوط نظام ما قد يعنى أن تسقط أنظمة هذه الدول نفسها يوما ما إن ثارت شعوبها ضدها . ومن ناحية أخرى قد يكون الصمت رفض البعض الآخر لإسقاط النظام بل الاكتفاء بإصلاحه، فيما لا يستطيع أيضا هذا التيار التصريح علانية بموقف لا يلتزم هو به قبل أن ينصح به غيره. ومن ناحية ثالثة، قد يعنى الصمت اتخاذ بعض الدول موقفا مضادا لفكرة الثورات نفسها، وبالتالى تتبنى نفس الموقف من الإصلاح الذى يبدأ من الشارع، وهو الموقف الذى لا تستطيع هذه الدول إعلانه . واحتمال آخر يضعه الكاتب السعودى كمبرر للصمت العربى هو أن اللجوء إلى الحل الأمنى قد يفرض نفسه على بعض الدول مستقبلاً، ومن ثم ليس من الحكمة لدولة أن ترفض ما قد تضطر لممارسته لاحقاً. أما آخر الاحتمالات بحسب الدخيل فهو أن المجاهرة بتأييد مطالب الشارع السورى قد يكن تسرعا غير محسوب فى حالة نجح النظام فى قمع الانتفاضة، بما يؤدى إلى تراجع الشارع وخمود انتفاضته مما سيضع المؤيدين للثورة فى موقف حرج مع الأسد. وبالرغم من اختلاف الأسباب التى تبرر الصمت العربى إلا أن جميعها تشير فى النهاية إلى ضعف واضح فى بنية الأنظمة العربية جميعها.