ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الثورة السورية لا تزال عفوية وبلا قيادة بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على اندلاعها. وتقول إن السوريين العاديين قد واجهوا بشجاعة الرصاص والدبابات ونزلوا إلى الشوارع على مدار 18 أسبوعاً متوالية سعياً للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وهو ما يعد مؤشراً على مرونة حركتهم، وأن الشجاعة أمر لا ينقص المحتجين، لكن لا تزال المكونات الأخرى المطلوبة عادة لبناء ثورة حقيقية غير موجودة مثل التنظيم والإستراتيجية أو القيادة. فالانتفاضة التى اندلعت بعفوية فى شوارع المدن السورية لا تزال إلى حد كبير شأنا ذا هدف خاص، وتأثرت بالثوريتين المصرية والتونسية وقادها حالة من الغضب والإحباط من عقود الاستبداد، لكنها تفتقر إلى الاتجاه الواضح أو الهيكل الذى يتجاوز المطالبة برحيل الأسد. ونقلت الصحيفة عن أحد الناشطين السوريين قوله إن هذه أنقى ثورة شعبية على الإطلاق، فلا يوجد قادة وإن وجدوا فلن يكونوا مرحب بهم. فأى شخص يرفع رأسه فوق مستوى البحر سيُجر إلى الأسفل، على حد تعبيره. وتمضى الصحيفة فى القول إنه مع مرور الأسابيع دون ظهور أى مؤشر على استعداد أى طرف للاستسلام، فإن السؤال الذى يزداد إلحاحاً هو كيف سيحول المتظاهرون هذا الزخم إلى خطوات محددة لاستبدال النظام، ومن الذى سيفعل ذلك. فالولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية تنأى بنفسها بشكل متزايد عن الأسد، فى حين أن عددا كبيرا من الخبراء ومراكز الأبحاث أصبحوا أكثر اقتناعاً بأن النظام لن يبقى. ومن ناحية أخرى فإن بعض حوادث العنف الطائفى فى بعض الأماكن الرئيسية للاحتجاجات مثل مدينة حمص قد أثارت المخاوف حول مخاطر الإضطراب فى سوريا وإمكانية تحوله إلى فوضى وحرب أهلية فى حال سقوط النظام فجأة وبدون وجود خطة انتقال للحكم.