فجر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا" مفاجأة من العيار الثقيل بإعلان حظر مانشستر سيتى من المشاركة فى البطولات الأوروبية، وأهمها دورى الأبطال لمدة موسمين تنتهى فى 2022، وهو ما لم يرض النادى الإنجليزى الذى أكد فى بيان رسمى عقب إعلان العقوبة أنها كانت متوقعة، لكنه لن يتنازل عن حقه. وجاء قرار استبعاد مانشستر سيتى ليثير العديد من التساؤلات، نسلط الضوء عليها فى السطور التالية.. ما سبب عقوبة مانشستر سيتي؟ تلقى الاتحاد الأوروبى مستندات تثبت وجود انتهاكات لقواعد اللعب المالى النظيف، تم إرسالها عبر البريد الإلكترونى، وأفادت بأن ملاك النادى كانوا محل شبهات فيما يتعلق بعوائد الرعاية على قميص النادى، والتى قدرت قيمتها بنحو 70 مليون جنيه إسترلينى سنويًا، وأوصى رئيس غرفة الحكم التابعة للجنة المراقبة المالية للأندية ورئيس الوزراء البلجيكى السابق إيف لوتيرم، باستبعاد مانشستر سيتى من مسابقة دورى أبطال أوروبا، فى تقريره الذى أرسل فى مايو الماضى إلى غرفة الحكم. وأشارت التسريبات إلى أن النادى الإنجليزى الثرى سمح لأطراف راعية له بضخ أموال نقداً لتغطية عجز ميزانيته، تقدر بنحو 2,7 مليار يورو فى سبع سنوات خصوصاً عبر عقود رعاية مبالغ فيها، وكان سيتى من أكثر الأندية تحت مجهر الاتحاد القارى فيما يخص قواعد اللعب المالى النظيف، وفرض عليه عام 2014 غرامة بقيمة 60 مليون يورو بسبب مخالفة هذه القاعدة، لكن الاتحاد القارى والنادى توصلا إلى اتفاق باستعادة مبلغ 40 مليونا فى حال التزم الأخير ببنود التسوية. من الذى أرسل تلك المستندات؟
هاكر برتغالى يدعى روى بينتو، والذى توصل إلى 70 مليون وثيقة موجودة بمساحة 3.4 تيرابايت، نجح من خلالها فى إثبات انتهاكات النادى الإنجليزى لقواعد اللعب المالى النظيف. وتم القبض عليه ويتواجد حالياً فى أحد سجون العاصمة البرتغالية لشبونة بسبب تورطه فى قضايا قرصنة إلكترونية خلال السنوات الماضية، وأرسل بعدها كل مخالفات مانشستر سيتى إلى الاتحاد الأوروبى عبر البريد الإلكترونى فى 2015.
هل تتأثر مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي فى دور ال16 بتلك العقوبة؟ بالتأكيد لا.. فالعقوبة تنص على حرمانه من المشاركة فى البطولات الأوروبية موسمى 2020/2021 و2021/2022 وبالتالى سيكمل الموسم الجارى بشكل طبيعى، حتى لو توج باللقب لن يشارك الموسم المقبل. وماذا عن الدوري الإنجليزي؟ أصبح النادى مهدداً بعقوبة جديدة من الاتحاد الإنجليزي بناءً على إيقافه أوروبيا، وقد تصل العقوبات إلى خصم نقاط من رصيده هذا الموسم فى الدوري، وفقا لما أكدته الصحف الإنجليزية. ويتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل الفريق صاحب المركز الخامس أيضًا هذا الموسم، حيث سيتم استبعاد السيتى المتوقع أن ينهى الموسم بين الأربعة الأوائل الذين يحق له التأهل لدورى الأبطال. هل يعنى إيقاف مانشستر سيتى نهاية عصر بيب جوارديولا؟ بيب جوارديولا فى مانشستر سيتي منذ عام 2016 ويرتبط بتعاقد حتى 2021 وأكد فى الأسابيع الماضية أنه مستمر إلا إذا تمت إقالته، وعقب العقوبة أكد المدرب الإسبانى ثقته فى إدارة النادى ودعم تقدمهم باستئناف. وإذا فاز مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم فقد يغادر على أى حال. والآن أصبح من المستحيل تخيل بقائه وسط شائعات مستمرة عن اهتمام يوفنتوس وسيتوقف الأمر حاليا على إدارة السيتى وقدرتها في إغرائه لإقناعه بالبقاء. وماذا عن اللاعبين؟ تأكد رحيل ديفيد سيلفا نجم وسط الفريق في نهاية الموسم، لكن عدد اللاعبين الذين ستنتهى عقودهم قبل عودة سيتي إلى دوري أبطال أوروبا يعد مصدر قلق، وعلى رأسهم سيرجيو أجويرو حيث ينتهى عقده فى 2021 ومعه ليروي ساني وجون ستونز ونيكولاس أوتاميندي. وإذا غادر جوارديولا فمن السهل أن نرى عددًا من اللاعبين يحذون حذوه، وهو ما قد يضع مانشستر سيتى في وضع صعب لإعادة بناء الفريق الذى تكلف ملايين الجنيهات وحوالى 10 سنوات. ما هي الآثار المالية؟ هذا هو الجانب الأقل أهمية فى القضية، يعلم الجميع أن ملاك مانشستر سيتى الإماراتيين أغنياء ولن يتأثروا بالعقوبة المالية البالغة 30 مليون يورو، لأن الأزمة أصلا جاءت من ضخ أموال للتغطية على عجز الميزانية، والخسارة الأكبر هى الضرر الذى لحق بسمعة النادى. هل هذه هى نهاية حقبة مانشستر سيتي الذهبية؟ حصل الشيخ منصور على ملكية نادى مانشستر سيتي فى 2008 ومنح الإدارة إلى خلدون المبارك، ونجحت تلك الإدارة فى تحقيق العديد من الإنجازات على المستوى المحلى، وفى حال رحيل جوارديولا أو اللاعبين الكبار فلن ينهار الفريق بسهولة لأنهم يمتلكون القدرة على بناء فريق جديد قادر على المنافسة. من سيكون بديل مانشستر سيتي فى دورى الأبطال من إنجلترا؟ أصبحت مشاركة ليفربول فى نسخة الموسم المقبل من دوري الأبطال والتتويج بالدوري شبه مؤكدة، وفى الطريق للبطولة الأوروبية ليستر سيتي الثالث، وسيكون الصراع مشتعلا على المركزين الرابع والخامس بعد استبعاد السيتي ويتنافس على البطاقتين كل من تشيلسي وشيفيلد وتوتنهام وولفرهامبتون وإيفرتون ومانشستر يونايتد، وقد نشاهد أيضًا أرسنال وبيرنلي ونيوكاسل وساوثهامبتون في المنافسة حيث تفصل 10 نقاط فقط الأندية بين المركزين الرابع وال13.
