قالت صحيفة "الأوبزرفر"، إن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى باراك أوباما للمملكة المتحدة تقدم فرصة لتجديد تحالف الشراكة الاستراتيجى القديم فى ضوء تحديات عالمية غير متوقعة. وتشير الصحيفة فى بداية تعليقها على هذه الزيارة فى افتتاحيتاه إلى أن أى زيارة رسمية من قبل رئيس أمريكى لبريطانيا عادة ما تصاحبها عصبية دبلوماسية. فهناك روابط وثيقية بين البلدين بحكم التاريخ والثقافة والتحالف الإستراتيجى، إلا أن العلاقة غير متكافئة إلى حد كبير. ويتضح عدم التوازن هذا بشكل أكبر مع قدوم أوباما المرتقب، فبريطانيا ليست بنفس القدر من الأهمية لدى الولاياتالمتحدة مثلما كانت قبل خمس سنوات، فقد تحول تركيز واشنطن نحو الشرق وتحديداً الصين والهند ونحو الجنوب إلى أمريكا اللاتينية. ومن ناحية أخرى، تقول الصحيفة إن كلا من رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون والرئيس أوباما قد وصلا إلى الحكم ليكسرا النهج الذى تبناه سابقيهما. فمذهب بوش-بلير الذى صور الغرب كداعم نشط للحرية والديمقراطية حول العالم، كان يعتمد على استخدام القوة العسكرية لتحقيق هذا الهدف. لكن أوباما نأى بنفسه عن تلك الرؤية إلى جانب أن المرحلة الأولى من رئاسته هيمن عليها المخاوف الداخلية كالاقتصاد ونظام الرعاية الصحية. فى حين ان كاميرون كانت له أجندة برجماتية عمدية تقلص طموحات بريطانيا العالمية إلى دور تجارى أكبر، فهو يرى أن السفارات يجب أن تجعل التجارة أولوية لها. وترى الافتتاحية إن على كاميرون أن يستغل خطاب أوباما الأسبوع الماضى الذى وصفته بأنه إعلان المبادئ الأولى فى العلاقات مع الربيع العربى، لكى يبدأ نهجاً بريطانيا يقوم أكثر على المبادئ. وحتى عندما يحدث هذا، فإن الطموحات النبيلة سيكون من السهل خسارتها بشدة فى الحسابات الغامضة للسياسة الواقعية أو السعى اليائس للحصول على عقود الشركات التجارية الكبرى. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إننا بالكاد يمكن أن نرى مذهب أوباما كاميرون على غرار بوش- بلير، لكن هذا المذهب هو الاساس لتحالف إسراتيجى صحى وثابت.