طالب الدكتور سمير غريب رئيس جهاز التنسيق الحضارى مجلس الوزراء الحالى أن ينظر بعين الاعتبار للمشاريع التى فازت فى المسابقات التى أعدها الجهاز لتطوير ميداين القاهرة التاريخية، متمنيا أن تحقق ثورة الخامس والعشرين من يناير مساعيها وتسير مصر فى الطريق للتحضير لواقعها الجديد. وأضاف غريب فى الجلسة الأولى من الندوة التى عقدت مساء أمس بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة المشاريع الفائزة فى مسابقة جهاز التنسيق الحضارى وحضرها الفائزون والدكتورة سهير حواس أنه أرسل لوزير النقل الحالى خطاب سجل فيه اعتراضه على عدم وجود "لاند سكيب" أو ما يعرف بالمساحات المزروعة الكافية داخل ميدان رمسيس، مشيرا إلى أنه أبلغه بالمسابقة والمشروعات الفائزة وينتظر منه الرد، على الرغم من عدم تبعية الميدان فى الأساس لوزارة النقل ولكنه تابع لمحافظة القاهرة. وأوضح غريب أنه كلما ما يأتى وزير نقل يقوم بإبلاغه بنفس المشكلة ولم يستجب له أى منهم وكانوا يضربون بكل ما يطرحه من أفكار عرض الحائط، مشيرا إلى اجتماعه مع رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف بالقرية الذكية الذى أبلغه فى أنه يريد أن يستمع لمشروعاته الفائزة فى المسابقة لتطوير ميدان رمسيس وفوجئ فى الاجتماع بوجود الدكتور مصطفى مدبولى ومجموعة من أساتذه كلية الهندسة بجامعة عين شمس وخبراء كبارى وتخطيط كانوا موجودين بالاجتماع وقد كلفهم نظيف بإعداد مشروع لميدان رمسيس، قائلا إنه أعرب وقتها عن اندهاشه من تخصيص الحكومة 2 ونصف مليون جنيه للمسابقة وفى نفس الوقت تكلف جه أخرى بعمل مشروع آخر. وأوضح غريب أن المسابقات بدأت منذ 3 سنوات كانت السنة الأولى مشروع تطوير ميدان رمسيس والسنة الثانية لتطوير مبنى شركة صيدناوى والخازندار والثالثة كانت لتطوير ميدان العتبة والأوبرا. وأكد غريب على أن فكرة المسابقات دائما ما تفتح المجال لخروج الطاقة السحرية داخل المبدع، مشيرا إلى أنه واجه كثير من الاعتراضات فى بداية طرحه لفكرة أن تكون المسابقة دولية لكن فى كل دورة من المسابقة كانت دائما تتحقق وجهة نظره فى المسابقة. وشرح كل فائز مشروعه فى تطوير الميادين الثالثة فبدأ الدكتور عمرو الحسينى الفائز بالجائزة الأولى مع المكتب الفرنسى فى تطوير ميدان رمسيس حيث قال الحسينى إن فكرتهم انطلقت من رغبتهم فى تسهيل الحركة المرورية داخل الميدان وخاصة فى أوقات الذروة، مشيرا إلى أنهم من خلال قرأتهم لبعض الدراسات اتضح لهم أن حجم السيارات التى تدخل الميدان فى وقت الذروة يصل إلى 30 ألف سيارة. وأضاف الحسينى أنه فكر بشكل أساسى أن يعمل على خلق رئة خضراء بالمكان من خلال عمل حديقة بالميدان للحد من التلوث البيئى. أما فيما يخص مشروع مبنى صيدناوى وميدان الخازندار فقامت كل من مى الطباخ وابتسام فريد بشرح فكة مشروعه وهم الفائزتان بالجائزة الاولى فى هذه المسابقة، حيث أشارت المهندسة مى الطباخ إلى أن الهدف الرئيسى فى فكرتهم تطوير المكان بما يتناسب مع متغيرات العصر الحديث مع الحفاظ على هويته التراثية، وضربت مثال بتاشبه مبنى صيدناوى بأحد المبانى العريقة فى باريس وتم تطويره. وأوضحت الطباخ فى شرحها لفكرتها أنهم قاموا بعمل أكثر من جولة داخل المبنى والمنطقة المحيطة به وتحدثوا مع سكانها لمعرفة مدى تأثير التغيير فى المكان على وضعهم وحياتهم فى المكان، مضيفة إلى أنهم فكروا فى تحويل المبنى من مكان يبيع سلع رخيصة ورديئة لمركز تجارى كبير أو ما يسمى ب"المول" ذات صدى مؤثر فى الدول العربية كلها. وقسمت الطباخ فكرتها فى تطوير الميدان لجزئين جزء معمارى وآخر ثقافى وأدبى، مشيرة إلى أن الجزء المعمارى متعلق بالمبنى نفسه والجزء الأدبى متعلق بالمساحات الفارغة الغير مستغلة بالميدان حيث وضعت فى خطتها كيفية استغلال المساحة الواسعة أمام مبنى صيدناوى لإنشاء مسرح لكل الأغراض لتقام عليه العروض الفنية، وإعادة تأهيل حديقة الأزبكية التى أكدت أنها تشبه بشكل كبير أحد حدائق فرنسا التى تعرف باسم "لكسمبرج". بينما تطرقت الدكتورة سهير حواس فى إدارتها للجلسة الثانية إلى أهمية هذه المسابقة الدولية فى إعادة طرح اسم القاهرة كمدينة تاريخية على الساحة الدولية للمدن التاريخية الكبرى، مؤكدة على أن مثل هذه المسابقات تعد أداة مهمة من أدوات نشر الإبداع. ثم تحدث يحيى رجب الفائز بالجائزة الثانية فى إعادة تأهيل ميدانى العتبة والأوبرا، والتى أنطلقت من رغبته فى أبراز الجماليات التاريخية بالمكان التى شوهها كثرة انتشار الباعة الجائلين، مشيرا إلى أنهم واجهوا تحديا كبيرا فى كيفية توفير أماكن لهم بشكل يتناسب مع شكل المبنى الجديد. وأوضح رجب أنه قام بتقسيم المكان لأكثر من استعمال فخصص جزء لعمل محلات تجارية أو مركز تجارى كبير جميع الحرف والمحلات وجزء آخر لركن السيارات وآخر المبانى البنكية والمصرفية واخر للحدائق وأخلى الميدان تماما من أى استعمال له لإبراز الجوانب التراثية بالمكان، مؤكدا أنه وضع فى خطته فكرة زراعة أسطح المبانى وخاصة الثقافية منها للاستفادة منها فى عقد الأمسيات والندوات وزيادة الرقعة الخضراء بالمكان، مشيرا إلى أن فريقه أنقسم لثلاث مخططين وثلاث معماريين حاولوا من خلال هذا التنوع تقريب وجهات النظر بينهم للخروج بشكل لائق للميدان.