فى العدد زيرومن اليوم السابع القاهرية، كتب الأستاذ إسلام بحيرى موضوعاً بحثياً، عقب عليه المفكر الإسلامى الكبير الأستاذ جمال البنا بالمصرى اليوم بموضوع: "صحفى شاب يصحح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام"، وأعاد الأستاذ بحيرى نشر موضوعه على شبكة إيلاف مع تنويه أن موضوعه هذا سيثير ضجة كبيرة. الباحث يستحق الإطراء لدأبه وراء إثبات وجهة نظره تدقيقاً فى مأثورنا العريض الغليظ، خاصة أن هذا الإطراء والتقريظ جاء من رجل فى حجم جمال البنا وقيمته وقامته الرفيعة بين المهتمين بالشأن الإسلامى فى بلادنا. ورغم احترامى لجهد الباحث، واحترامى لشخص البنا وما يكتب ولاجتهاداته المحمودة المشكورة، فإنى مضطر للاختلاف مع كليهما، لأنى أحترم الحقيقة أكثر. وحتى أضع القارئ فى غمرة الموضوع، سأقتطع هنا بعض ما كتب الأستاذ البنا، وهو كاف لمعرفة رأى وموقف كليهما من مسألة إسلامية شديدة الحساسية. يقول جمال البنا: " أريد من نشر هذا المقال، تقديم مثال لما يمكن أن يصل إليه صحفى شاب لم يدخل الأزهر، أو يضع على رأسه عمامة، أو يدعى أنه من أهل الذكر . . بقضية حاكت فى نفسه، كما حاكت فى نفوس آخرين فقبلوها صاغرين لأنها مثبتة فى البخارى . . باب تزويج النبى عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها 3894: حدثنى فروة بن أبى المغراء، حدثنا على بن مهر عن هشام عن أبيه عن عائشة (رضى) قالت : " تزوجنى النبى (ص) وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة . . فأسلمتنى أمى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين، وجد الباحث فى نفسه حمية للدفاع عن رسول الله (ص) لعلها لم توجد فى غيره . . ولم يقنع بأن يفندها بمنطق الأرقام ومراجعة التواريخ، لكنه أيضاً نقد سند الرواية التى روى بها أشهر الأحاديث . . وجد الباحث أن البعثة النبوية استمرت 13 عاماً فى مكة و10 أعوام بالمدينة، وكان بدء البعثة بالتاريخ الميلادى عام 610 م، وكانت الهجرة للمدينة عام 623 م، وكانت وفاة النبى عام 633 م، وعليه فقد تزوج عائشة قبل الهجرة بثلاثة أعوام، أى فى 620 م، وهو ما يوافق العام العاشر من بدء الوحى، وكانت تبلغ من العمر 6 سنوات ودخل بها فى نهاية العام الأول للهجرة أى فى نهاية عام 623 م، وكانت تبلغ 9 سنين، وهو ما يعنى ميلادياً أنها ولدت فى 614، أى فى السنة الرابعة من بدء الوحى حسب البخارى، وبحساب عمر عائشة بالنسبة لأختها أسماء، تقول المصادر إن أسماء كانت تكبر عائشة ب 10 سنوات، وإن أسماء ولدت قبل الهجرة ب 27 عاماً، مما يعنى أن عمرها مع بدء البعثة النبوية عام 610 م كان 14 سنة، وذلك بعد إنقاص 13 سنة من عمرها قبل الهجرة وهى سنوات الدعوة فى مكة، مما ينتهى إلى أن سن عائشة مع بدء الدعوة كان 4 سنوات، أى ولدت قبل بدء الوحى بأربع سنوات، وليس فى العام العاشر من بدء الوحى، وكان ذلك عام 606، ومؤدى العملية الحسابية أن الرسول تزوجها فى العام العاشر من بدء البعثة النبوية وكان عمرها 14 عاماً (4 + 10 = 14)، ودخل بها بعد ثلاث سنوات وأشهراً، أى فى نهاية السنة الأولى للهجرة عام (624 م)، وهو ما يعنى أنه دخل بها وعمرها 18 سنة، وهى السن الحقيقية التى تزوج فيها النبى الكريم عائشة" انتهى.