بدأ المزارعون فى وسط سيناء، حصاد وقطف أول بشائر طلع البطيخ من مزارعهم التى تم زراعتها على اثر موجة الأمطار والسيول التى تعرضت لها مناطق وسط سيناء فى نهاية شهر إبريل الماضى. ورغم أن السيول والأمطار جاءت متأخرة فى نهاية الموسم الشتوى ورغم الظروف التى تعيشها مناطق وسط سيناء جراء عمليات الحرب على الإرهاب وصعوبة تنقل المعدات الزراعية، إلا أن جهود المزارعين لم تتوقف وبجهودهم الذاتية استطاعوا زراعة 943 فدان فى مركز الحسنة وفقا للإحصائيات الرسمية من قبل مديرية الزراعة بشمال سيناء، وهى مساحة تم زراعتها بالبطيخ والذرة الصيفية، وغيرها مساحات متناثرة فى قرى وتجمعات ومسارات أودية لم يشملها الحصر فضلا عن مسطحات عشبية خضراء فى المراعى، وارتواء الثروة الزراعية من المزروعات الدائمة على مياه الآبار، ونمو النباتات والأعشاب والطبية والعطرية. وقال المهندس مدحت فكرى مدير إدارة الحسنة الزراعية بوسط سيناء ل"اليوم السابع"، ان هذه المساحة التى تم حصرها رسميا، زرعت بالبطيخ البعلى الذى ينمو على الأمطار، وزرعت ايضا بمحصول الذرة الشامية التى تستخدم علف للحيوانات، وكانت اهم المناطق التى زرعت وتم حصر المساحات فيها هى قرى ومناطق المنبطح والقسيمة وبغداد والمغارة ومدينة الحسنة، فيما لم يتمكن من زراعة بقية المناطق نظرا للظروف التى تمر بها فى الوقت الجارى ولم يتم حصر ماقام به الأهالى من زراعة بالجهود الذاتية. وأشار مدير الإدارة الزراعية بوسط سيناء، إلى أن البطيخ بدأت بشائر انتاجه بعد نموه بشكل طبيعى على إثر مرور السيول فى هذه المناطق فى إبريل الماضى، وتشبع مساحات الأراضى المنبسطة والوديان بمياه الأمطار والسيول بكميات لم يسبق هطولها بهذه الكميات منذ 8 سنوات مضت. وقال جمعة أبو إبراهيم، أحد المزارعين فى منطقة المنبطح بوسط سيناء، أنهم بالكاد لحقوا الأيام الأخيرة من الموسم وتمكنوا من زراعة بعض من مساحات زراعية، بدأت هذه الأيام تظهر بواكر انتاجها من البطيخ. وأضاف جمعة أن مطلب المزارعين، هو أن تيسر لهم سبل نقل انتاجهم من البطيخ لبيعه فى الأسواق فى مدينة العريش وتصديره لخارج المحافظة لتعويض سنوات صبرهم فى انتظار طلع خير الأرض، ولتتحقق لهم الإستفادة مما قاموا بزراعته وكلفهم الكثير . وقال انه إضافة لبدء طلع محصول الصيف الموسمى وهو البطيخ فقد تركت الأمطار والسيول اثرها على بقية المحاصيل الزراعية التى تشتهر بها منطقتهم حيث غسلت الأرض وجددت دورة مياه فى باطنها، وهذا أفاد الزراعات القائمة على آبار المياه الجوفية ومنها الزيتون. وتابع قائلا انه ايضا نبتت الأعشاب البرية المستخدمة كغذاء للحيوانات مصدر رعى لها، ونمت أعشاب طبية بأنواع واصناف كثيرة . وأوضح المهندس عاطف مطر وكيل وزارة بشمال سيناء، أن المساحات الصالحة للزراعة فى منطقة الحسنة 11 ألف فدان، كان ينتظر ان تزرع جميعها بالمحصول الصيفى وما تم التمكن من زراعته هو هذه المساحة، لافتا لوجود 2484 فدان مزروعة بالزيتون والتين والعنب واللوز وتسقى بمياه أبار جوفية إلى جانب الأشجار الرعوية المعمرة، وأعشاب موسمية تتغذى عليها الحيوانات، ونباتات عطرية وطبية تنمو طبيعيا فى المنطقة، افادتها موجة الأمطار والسيول الأخيرة وظهر ذلك عليها. وأضاف وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، أن مناطق وسط سيناء بمجملها ممثلة فى مركزى الحسنة ونخل تعتبر من اجود الأراضى الزراعية واجمالى مساحة الأراضى القابلة للزراعة فيها 20 ألف فدان بينها 11 ألف فدان فى مركز الحسنة و9 آلاف فدان فى مركز نخل. وأوضح وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء أن موجة الأمطار التى سبق و تعرضت لها مناطق مركزى الحسنة ونخل فى وسط سيناء كانت خير على السدود التى ستستقى حتى فترات طويلة المزارع ومنها سد "الكرم" بوسط سيناء الذى وصلت كميات المياه فيه لأرتفاع 6 متر، واكتمل امتلاء السد بالمياه فى وقتها . وقال إن مناطق أخرى فى وسط سيناء قام الأهالى فيها بجهودهم لزراعتها بالبطيخ ومنها وادى جرافى بمنطقة الكنتلة والمويلح وإصرام ووادى الفرنى وسد سمحان وحاووز المصبح ووادى الجديرات وعين الجديرات وأم شيحان والمنبطح ووادى العمرو والبرث والأزارق، ووادى أم قطيفيات والمساجد والمغارة بمنطقة المغارة، ووادى النقب ووادى التمد ووادى عقابة. وبدوره اعتبر النائب جازى سعد عضو مجلس النواب عن دائرة وسط سيناء، إن بشائر حصاد إثر السيل يعتبره أهالى وسط سيناء خير عليهم، ويعينهم على الاستقرار، لافتا إلى أن من اثار السيل المهمة الأخرى هى توفر المياه فى خزانات وهرابات تقلل من بعض مشاكل نقص مياه الشرب . وأكد انه بالتنسيق مع المسئولين فى مجالس المدن والجهات المختصة سيتم العمل على تحقيق مطالب الأهالى بشأن نقل المنتجات الزراعية لبيعها. وقال إن انتاج الأرض الطبيعى الخالى من أى إضافات يلقى قبول فى السوق أكثر من غيره فضلا عن تصريف وبيع لمنتجات طبيعية من زرع نبت فى الأرض من أعشاب ونباتات طبية وعطرية.
