تستعد ليبيا وإيطاليا السبت، لتوقيع معاهدة صداقة واتفاق شراكة يسدل الستار على خلافهما، بشأن الحقبة الاستعمارية التى كانت تسمم العلاقات بين البلدين، ويفتح الطريق أمام استثمارات مهمة. وقال رئيس الحكومة الإيطالى سيلفيو برلوسكونى، الذى ينتظر وصوله السبت إلى مدينة بنغازى المتوسطية الواقعة على بعد 1000 كلم شرق طرابلس، إن ليبيا وإيطاليا ستوقعان معاهدة صداقة تطوى بشكل نهائى صفحة الماضى الاستعمارى. وأوضح برلوسكونى، فى مقابلة مع صحيفة "اويا" المقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى معمر القذافى، أن معاهدة الصداقة ستتيح كافة السبل من اجل توطيد الشراكة الاقتصادية والصناعية وستكثف التعاون بين ليبيا وإيطاليا فى العديد من المجالات وبشكل خاص مكافحة الإرهاب والإجرام المنظم. وأكد أن، إيطاليا ستلتزم بتمويل مشاريع البنية التحتية ومشاريع أخرى فى العديد من المجالات، بينما ستضمن ليبيا حل بعض القضايا العالقة التى تخص مواطنين وشركات إيطالية. وتتفاوض إيطاليا وليبيا أيضا منذ سنوات على اتفاق حول التعويضات الواجب على روما دفعها لطرابلس عن فترة الاستعمار الإيطالى لليبيا. يذكر أن، الجيش الإيطالى احتل ليبيا عام 1911، وفى ثلاثينيات القرن الفائت أصبحت ليبيا مستعمرة ايطالية قبل أن تنال استقلالها عام 1951. ويتضمن هذا الاتفاق بناء طريق سريعة ساحلية، وعد بها برلوسكونى العام 2004، تعبر ليبيا من حدودها مع تونس إلى حدودها مع مصر بتكلفة ثلاثة مليارات يورو. وأشاد برلوسكونى بسيف الإسلام، قائلا إنه لعب دورا مهما فى التوصل لهذه المعاهدة بين البلدين خاصة فى الأشهر الأخيرة، حيث شجع بقوة التوصل إليها وفى المستقيل سيكون مرجعا ثمينا لدعم العلاقات بين البلدين. وطالبت إيطاليا دوما ليبيا بمزيد من التعاون فى مكافحة الهجرة غير شرعية، ولكن قضية التعويضات التى تطالب بها طرابلسروما عن الفترة الاستعمارية منذ أكثر من أربعة عقود كانت تحول دون ذلك. وأضاف السفير الليبى فى إيطاليا أن برلوسكونى سيسلم ليبيا تمثالا ل"حورية شحات"، وهى مدينة أثرية تقع شرق ليبيا على الساحل، وهو تمثال جميل من غير رأس منحوت على الرخام يعود تاريخه إلى القرن الثانى قبل الميلاد، وعثر عليه فى 1913 باحثون إيطاليون على التراب الليبى. وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" إلى أن مدة الاتفاق ستكون 25 عاما، وسيتناول خصوصا الوعد الذى قطعه برلوسكونى فى 2004 حول قيام إيطاليا بشق طريق ساحلية تقطع ليبيا من الشرق إلى الغرب من الحدود مع تونس إلى الحدود مع مصر. ويأتى هذا الاتفاق بعد أسبوعين من توقيع ليبيا والولايات المتحدة اتفاقا ينص على دفع تعويضات إلى ذوى كل من الضحايا الأمريكيين والليبيين للحوادث التى وقعت بين البلدين إبان ثمانينيات القرن الماضى. كما يفتح الباب أمام تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين، وكذلك لزيارة تاريخية مرتقبة الأسبوع المقبل لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى ليبيا.