◄◄ يعلن مبادرة لتشكيل ائتلاف حزبى من الإسلاميين ويستبعد الإخوان بعد ساعات من الإفراج عنه، أكد عبود الزمر أنه يدعو إلى عمل ائتلاف حزبى يضم أكثر التيارات الإسلامية الموجودة على الساحة، معترفا بأن الإخوان قد لا ينضمون إلى هذا الائتلاف بسبب أن تنظيمهم وحزبهم الذى سيخرج سيكون قويا، وله كوادره الجاهزة، ومن الصعب جدا أن يشركوا أعضاء من الجهاد معهم، إلا أنه شدد على أن لديه رؤية فى تشكيل الائتلاف من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين فى إطار حزبى، بهدف أن يكون هناك تعدد، وأن يعرف الجميع أن الإسلام ليس الإخوان وحدهم، بل هناك صور وأشكال أخرى لها رؤية، ومظلتها إسلامية وتطبيقاتها فى الواقع مختلفة. وقال عبود الذى تعدى الرابعة والستين عاما، إن أعضاء الجماعة مؤهلون مع الجهاد للعمل السياسى والحزبى بما يمليه ويحتاجه هذا من مسؤوليات وتنظيم ورؤى، مدللا على ذلك بأنهم فى السجون كتيار إسلامى حصل الكثير منهم على رسائل دكتوراه، ولهم رؤية معاصرة وراقية فى كل المجالات، كما أنهم متابعون للأوضاع فى الخارج ساعة بساعة، ولم ينقطعوا عن الواقع والحياة العامة، والرؤية السياسية لديهم واضحة، مضيفا أن أعضاء الجهاد والجماعة لهم قدرة على التفاعل مع الواقع، ولكن يبقى لهم فقط تدريب الكوادر على العمل السياسى على الدولة الحديثة. الزمر من منزل العائلة طالب بدعم حكومة الدكتور عصام شرف للبناء والتطوير وإعادة عجلة الإنتاج، ومطالب الشعب والثورة والقوى السياسية أن تعطى فرصة للنظر فى مصالح المواطنين فى ظل ضرورة تأييد التعديلات الدستورية الأخيرة التى وضعها المستشار طارق البشرى ولجنته لإجراء انتخابات حرة نزيهة واختيار برلمان حقيقى، نافيا أن يكون لديه تصور نهائى عن وضعه التنظيمى، لكنه يعطى رسالة طمأنة للأقباط بأنهم فى أمان فى ظل الشريعة الإسلامية، وأنهم لن يتعرضوا لأذى بعد أن كان النظام السابق يستخدم الفتنة الطائفية كفزاعة وأداة ليظل مبارك فى موقعه. عبود نفى أن يتم الانقلاب على المجتمع الدولى، لكنه شدد على ضرورة المصلحة العامة المشتركة، واحترام الرأى والرأى الآخر، وحقوق الإنسان والشأن الداخلى، وكل المواثيق الموقعة، والدفاع عن المظلومين فى العالم أيا كان دينهم. من جانبه أوضح طارق الزمر، ابن عم عبود وشريكه فى السجن لثلاثين عاما كاملة، أنهم الآن يتنفسون هواء الثورة والحرية، مطالبا الجميع بأن يعبروا عما يريدون حتى تزدهر الحرية فى مصر، ولا تعود مصر مرة أخرى إلى العنف، مشددا على أنهم ملتزمون بوقف كل أشكال العنف التى أعلنوها فى التسعينيات. وذكر طارق أنهم سعوا مرارا إلى فتح كل أشكال العمل السلمى رغم أن حكم ونظام مبارك رفض رفضا باتا أن يعطيهم فرصة، قائلا: «مع ذلك لم نقاومه بالسلاح حتى أقصاه الثوريون بالمظاهرات السلمية، ولن يعود السلاح إلى الداخل مرة أخرى»، ناصحا الحاكم القادم بأن يبتعد عن الظلم والعدوان على الشعب، وإلا سيواجه مصيره بالسقوط، مؤكدا أن عبود أول من طرح مبادرة وقف العنف، ولكن مبارك تحديدا لم يكن يريد وقف العنف، مدللا على ذلك بأن مبارك أجهض ثلاث محاولات متتالية، وأعلن مبارك عقب إقالة وزير الداخلية عبدالحليم موسى أنه لا حوار مع الإرهاب، وكان المسؤولون فى الداخلية والوزراء وكبار رجال الدولة المقربون من هذا الملف يؤكدون أن مبارك هو المسؤول الأول عن كل الدماء التى سالت فى هذه الفترة، وليس الجماعات الإسلامية، كاشفا أنهم سيقومون بالتحقيق والتوثيق لهذا فعليا الفترة المقلبة، وتقديم جميع الدلائل فى الأيام القادمة، ويعتقد أن مبارك هو المحرض والمستفيد الوحيد من عمليات العنف فى التسعينيات. وحول أسباب بقائهما حتى الآن فى السجون رغم إعلان المبادرة منذ أكثر من عقد من الزمان، وخروج معظم قيادات الجماعة، أكد طارق أن النظام أراد أن يبقيهما خارج الحلبة ليلعب بهما مع والداخل، ويدعى عليهم أن طارق وعبود يؤيدان الإرهاب، مستشهدا بحديث لهما مع مدير إدارة التطرف فى الأمن فى جلسة خاصة، حيث أعلن لهما هذا وطالبهما بأن يوقعا على أوراق تؤيد الحزب الحاكم السابق، وتأييد جمال مبارك، لكنهما رفضا، فرد عليهما بأنهما لن يخرجا وسيظلان حتى ينفذا حكمين بالمؤبد أو الوفاة فى السجن، ودلل طارق على صحة هذا بأنه لم يستطع قاض واحد أن يحكم بالإفراج لهما، ويثبت صحة الأحكام الصادرة ضدهما، وتعللت محاكم «الإدارية العليا والجنايات والنقض» بأنهم غير مختصين بنظر قضيتهما، وردت عليهما قيادات النظام السابق بأن المختص بقضية عبود وطارق الزمر هو مبارك والحزب الوطنى، وقال طارق: «رددنا وقتها: نموت ولا نوقع للحزب الوطنى فى لحظة من حياتنا». وأضاف طارق أن النظام السابق طلب منهما أكثر من مرة ترك العمل السياسى مقابل الإفراج، لكنهما رفضا التخلى عن مبادئهما، وفضلا أن يبقيا فى السجن كل هذه المدة، وهما على يقين أنهما سينتصران وأنهما على استعداد أن يموتا فى السجن. ووجه طارق رسالة طمأنة للشعب والأقباط والقوى الغربية بأن الملف الطائفى هو ملف مبارك بامتياز، وأن مبارك كان يدير اللعبة فى مصر لمصلحته، متعهدا بألا يعود هذا الملف مرة أخرى إذا ما أتيح للحركة الإسلامية أن تمارس دورها مرة أخرى، وأكد أن الإسلام أول من يحمى الأقباط، وأن مفهوم التعامل مع غير المسلمين داخل الدولة الإسلامية يتفوق كثيرا على المفهوم فى أرقى الحضارات الغربية الحديثة التى تتعامل مع غير المتدينين بدينهم كأقلية. وأضاف أن الحركات الإسلامية حاولت كثيرا إسقاط النظام، معتبرا منع الإسلاميين من العمل السياسى ديكتاتورية جديدة كالديكتاتورية التى مارسها نظام مبارك، موضحا أن إقصاء الدين عن السياسة مرفوض دينيا وسياسيا، فالإسلام دين ودولة، والإسلام أرسى قواعد الدولة، لكنه أاعترف بأن المطلوب من التيار الإسلامى أن يتحرك بقواعد الدولة. وكانت أسرة عبود قد وصلت فى تمام الساعة الثامنة والنصف صباح السبت الماضى، وما إن وصلت حتى انطلقت أصوات التهليل والتكبير من قبل أعضاء الجماعة الإسلامية، بالإضافة إلى زغاريد السيدات من أقارب الزمر، بالإضافة إلى الميكروفانات التى انطلقت منها الأغانى الوطنية، حتى خرج عبود بعد 7 ساعات انتظارا من أسرة الزمر، وقيادات الجهاد.