ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أنه برغم تمكن المتظاهرين المصريين من اقتحام جهاز أمن الدولة والكشف عن ملفات سرية تثبت فساد النظام الحاكم وجهاز الشرطة، غير أنهم متخوفون حيال الاتجاه الذى تسير عليه خطى البلاد. وقالت إن المصريين اكتشفوا قوائم بأسماء مخبرين داخل جماعة الإخوان المسلمين، وأسماء قضاة ساعدوا على تزوير الانتخابات. ورغم أن الكثير من النشطاء الشباب كانوا يدركون أنهم مراقبون، إلا أن مستوى التفاصيل التى وجدوها فى ملفاتهم بأمن الدولة كان مفزعا، فأحدهم وجدت صورة لنفسها وهى فى إحدى الحفلات، بينما وجدت أخرى نص رسائل قصيرة تبادلتها مع زوجها، ووجد ثالث سيرة ذاتية لجده الذى كان زعيما فى جماعة الأخوان. "لقد كان شعورا غامرا"، هكذا أكدت سلمى سيد، 26 عاما، والتى كانت جزءا من المجموعة التى اقتحمت مقر أمن الدولة مساء السبت المنصرم، سعيا فى الحفاظ على المستندات التى تدين رجال الأمن وكانوا يريدون تدميرها. ووجدت لدهشتها مجموعة من الصور أخذت من كاميرا لصديق لها، وظهرت فيها وزوجها جالسان فى حفلة أمام طاولة مليئة بزجاجات البيرة، "لقد كان شيئا لا يصدق أن أجد صورا لى وزوجى ونحن فى شرفة أحد الأصدقاء". ورأت "نيويورك تايمز" أن اقتحام أسرار جهاز الشرطة الذى ظل محط للخوف والهيبة طوال ثلاثة عقود كان بالنسبة لكثيرين أمرا مريحا. "هذه لحظة ينكشف فيها ما كان مخفيا، ولكن كيفية استخدام هذا هو المشكلة، ما يحدث الآن يصعب استيعابه وتحمل وطأته"، هكذا أكد إبراهيم عيسى، وهو صحفى بارز ومؤسس محطة تليفزيونية جديدة تدعى "تحرير". وأضافت الصحيفة أن المصريين يريدون محاسبة هؤلاء الذين عكفوا طوال سنوات على اعتقال وتعذيب المعارضين، وإيجاد وسيلة لمنع أى منظمة من الحصول على مثل هذه الصلاحيات فى المستقبل، لاسيما بعد إصابتهم بالذهول بعد مشاهدة السجون الضيقة تحت الأرض، والتعذيب الموثق فى المستندات.