أكد الكاتب الصحفى جمال الغيطانى، أنه لم يتفاجأ من ثورة 25 يناير بل فى الجهة التى قامت بالثورة، حيث أوضح أن كثير من المفكرين فى مصر كانوا ينظرون إلى الشباب أنهم بيلعبوا فى الواقع الافتراضى، ولم يكن يأخذهم على محمل الجد ويتسلوا، إلا أنه اكتشف بعد الثورة أنهم أكثر جديا من أى مفكر فى مصر ولديهم من الآليات التى يستطيعوا المرور بمصر فى المرحلة المقبلة ونهضتها. وقال "كنت وصلت فى المرحلة الأخيرة لحالة من اليأس بسبب الفساد المؤسسى الذى كان ينحدر من رأس الهرم إلى قاعدته دون أى استثناء، حتى وسائل الإعلام كانت تدار بنفس طريقة الفساد الإدارى، وكانت أمنيتى أن أعيش يوم واحد بلا فساد، لكن الشعب المصرى أثبت أنه لم يتخل عن عزيمته التى احتار فيها معظم الملوك". وأضاف "عندما بدأت المظاهرات يوم 25 يناير قلت إنها ستكون مثل أى وقفات احتجاجية التى انتشرت فى السنوات الأخيرة، لكن مع نهاية اليوم شعرت أن هناك اختلاف مع الإصرار إلى الوصول إلى ميدان التحرير". اعتبر الغيطانى أن النظام السابق حمل كل أعبائه على الجهاز الأمنى الذى يرى أنه مظلوم وتحمل اكثر من إمكانياته، وقال "كنت تجد فلول من الأمن المركزى أمام وقفة لا تتعدى إعداد أعضاءها عشرات، فكانت القوة مبالغ فيها، وهو ما تحول الى إجرام يوم 28 يناير من استخدام رصاص حي ومطاطى وتعمد القتل، والذى لا يقل إدانته عن العدوان الإسرائيلى على مصر عام 1967، خصوصا فى موقعة الجمل التى كانت محاولة لإبادة الناس اللى فى الميدان بشكل يحمل لوحة مأساوية". وأوضح الغيطانى أن الحزب الوطنى لم يكن موجودا بشكل واقعى، وإنما كان استكمالا للأنظمة السابقة لحكم مبارك، مؤكدا أن ظهور التابعين له عقب سقوط النظام كانوا تشكيل مافيا خرجوا ليدافعوا عن مصالحهم التى كان يغذيها الفساد فى السنوات الماضية. وأبدى الغيطانى تخوفه من حملة تشويه العلاقة بين الجيش والشعب وقال " يجب أن نتصدى بقوة لهذه الادعاءات لأن القوات المسلحة عمرهم ما مارسوا احتلال أو تعذيب بل خرجوا للدفاع عن الوطن وهى المؤسسة الوحيدة التى حافظت على حداثتها فى ظل تخلف النظام السابق، ومتربى على الوطنية ، واحترام الآخر حتى الأسرى أنفسهم".