أعلن الدكتور جلال أمين عن رفضه لإقامة أى انتخابات رئاسية أو برلمانية فى الوقت الحالى، ودعا أمين إلى إقامة مجلس رئاسى، من الأسماء التى لا يختلف عليها الكثير من أبناء الوطن. وأضاف أمين خلال الندوة التى أقامتها مكتبة الشروق بمصر الجديدة أمس، السبت، لمناقشة الطبعة الثانية من كتابه "مصر والمصريون فى عهد مبارك"، والتى أعادت دار الشروق إصداره، أن تحليل إرادة الشعب يعنى أن الصندوق الانتخابى لن يتحكم فيه أى جهة من الجهات الخارجية، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو غيرها، مشيراً إلى وجود بوادر تدعو للتفاؤل وتؤكد على الأمل لديه فى حدوث تغييرات دولية، تجعل هذه القوى الخارجية ترفع أيديها عنا، وتكسب المصريين إرادتهم كاملة. وأوضح أن النهضة الثقافية، سوف تغذى الاقتصاد، وتقلل من النزعة الاستهلاكية الحالية، ولابد أن نعتمد اعتماداً كبيراً على القطاع الخاص، مع أن تقوم الدولة بواجبها، وتلتزم تجاه مواطنيها، فتمنح قروضا وأسعار فائدة معقولة من أجل تشجيع الاستثمار. وأبدى أمين قلقه من وجود بعض التخوين، الذى أشارت إليه إحدى الحضور، تجاه الثورة، وقال أمين: هناك تعطل للكثير من الأعمال، نتيجة للثورة الكبيرة التى حدثت، ولا نستطيع أن نلوم بعض أصحاب الأعمال الصغيرة، الذين أصيبوا بهذا التعطل، لكن مع أى حال هذا أمر مفهوم، وسوف يزول، مع قيام حكومة تسيير الأعمال، ب"تسيير الأعمال". ولفت الناشر إبراهيم المعلم إلى وجود العقلية القديمة، التى لم تزل ترفض هذه الثورة، ولا تستطيع أن تفهم القيم التى فرضتها، ومنها الحرية والعدالة والكرامة. ورداً على أحد أسئلة الحضور الذى أبدى تخوفه من أن تتجه الثورة إلى اليسار، قال أمين: اليسار درجات، وفيه الكثير من التوجهات العقلانية، ومن ذلك الإعلان عن فرض الضريبة التصاعدية، مشيراً إلى أنها لن يتم فرضها بهذه السرعة، وأكد أمين على أن تولى جودة عبد الخالق، منصب وزارة التضامن الاجتماعى، هو مؤشر إيجابى، مضيفا: أنا على ثقة أن ميدان التحرير سوف يعود فى أى وقت، مثلما حدث أمس، الجمعة، وهو أيضا مؤشر إيجابى، على أن الثورة لم تنته، مضيفا: أنا متفائل، لأنى أعتقد اعتقاداً جازماً، أن الأمور لن تكون أسوأ مما كانت، فالأمور كانت سيئة فى كل النواحى فى مصر قبل 25 يناير، التى سيظل تاريخاً لأول ثورة شعبية فى تاريخ مصر الحديث. وقال أمين: إحنا بقالنا 30 سنة ما بنتكلمش، والفساد امتد لأكثر من هذا الرقم وأصبح تاريخه 43 عاماً، وأحب أن أكرر أن الفساد أصبح متشعباً، وصار نمط حياة، والقضاء عليه ليس سهلا، ولكنى مع ذلك متفائلا. وأوضح أمين أن الشباب الذى قام بتنظيف الشوارع عقب الثورة، هو أيضا ينتمى لهذه الحقبة، وهو ما يدل على أن الصورة ليست قاتمة كلها، مضيفا: أمريكا تفقد مركزها النسبى فى الاقتصاد العالمى، رغم كونها أقوى دولة عسكرية فى العالم، لكن ضعفها الاقتصادى، سيضعفها سياسيا، وعسكريا، وهو ما جعلها لا تتصدى لهذه الثورة، وجعلها أيضا ترتكب حماقات أخرى مثل احتلالها للعراق وأفغانستان، مدللا على ذلك باختفاء "دونالد رامسفيلد" من الصورة السياسية تماما، فى الولاياتالمتحدة، إضافة لظهور بؤر معارضة لها داخلها، وأضاف أمين: إيران وتركيا وآسيا علامات على ضعف أمريكا الاقتصادى، لأنهم قوى جديدة تنهض، ومن الممكن جدا أن نفاجأ مرة أخرى ليس فقط بثورة جديدة فى ميدان التحرير، بل بالتصدى للقوة الأمريكية. وأكد أمين على أهمية التعامل مع الشركات متعددة الجنسيات، ليس من منطلق التابع الذليل لأمريكا، وإنما كند لها، مضيفا: أنا متفائل بالوحدة العربية، ومن الممكن جدا أن تتحقق هذه الوحدة فى ضوء المشاهدات والتغيرات الجديدة فى المنطقة. ودعا جلال أمين إلى إشاعة الأمل بأننا فى الطريق السليم، وكذلك إقامة خطة اقتصادية عاجلة، مضيفا أن الشباب يجب أن يجتمعوا يوميا، من أجل اتخاذ المزيد من التحركات. وأكد أمين على ضرورة بلورة الثورة وعدم التوقف عن إثارة موضوعات أخرى، مثل مسألة الدولة العلمانية، داعيا الشباب إلى قول رأيهم فى التوفيق بين العدالة الاجتماعية، والقدرة التنافسية لمصر فى العالم، وقال أمين: لم أر من الشباب مشروعات بأفكار ناضجة، لكنى رأيت فقط حماساً وأحلاماً كبيرة. وأضاف أمين: المظاهرات الفئوية التى اندلعت عقب الثورة، كانت أمراً طبيعيا، لأنهم جميعاً سقطوا فى بؤر من الظلم لفترات طويلة، وهو ما جعلهم ينتفضون الآن، عقب انتهاء الثورة، لأنهم شعروا أنه الوقت المناسب لانتزاع حقوقهم. ودعا عدد كبير من الحضور إبراهيم المعلم، وجلال أمين، إلى توصيل صوت الشباب إلى القيادة العسكرية، وقال أحد الشباب بالندوة: الناس تثق فيكم، لماذا لا تشكلون لجنة سريعة، من أعضائها جلال أمين وإبراهيم المعلم، وعلاء الأسوانى، وحسن نافعة، وكل الأسماء المحترمة التى يثق فيها المصريون، وتتوجهون إلى المجلس العسكرى بمطالبنا، مضيفا: انتهى دورنا بسقوط مبارك، وجاء دوركم لكى تعملوا وتتحدثوا مع القوات المسلحة، بمطالب المجلس الرئاسى، نحن نرغب أن تعملوا الآن، وتتوقفوا عن الإشادة فى الثورة. وعقب الناشر إبراهيم المعلم قائلا: نحن كلنا نرى أن مصلحة مصر الآن فى تشكيل مجلس رئاسى، وحكومة انتقالية ليست من أى أحزاب، وأن يتم تهيأة الجو لحرية حقيقية تسبق الانتخابات. وختم جلال أمين بالتأكيد على أن إقامة انتخابات غدا أو فى أى وقت، بدون توفير الحرية، أو غيرها، ربما سيسمح بعودة نواب الحزب الوطنى مرة أخرى للصورة، مؤكداً على أن ثورة 25 يناير، دللت على أن قوة الإخوان فى الشارع ليست بالقدر الكافى المؤهل لوصولهم لمقاعد الحكم.