العزوة وكثرة عدد أفراد الأسرة والإخوة عقيدة تربينا عليها، لذلك عادة ما يدفع الأهالى الأمهات لتكرار الحمل حتى وإن تقدم سنها، لزيادة عدد الأطفال بمنطق "العزوة والعيلة"، ولكن ما لا يدركه البعض أن تكرار الحمل فى سن متقدم قد يأتى بنتيجة سلبية ليس على صحة الأم فقط وإنما على الجنين أيضا. الدكتور تامر فاروق، أستاذ أمراض النسا والتوليد والعقم بكلية الطب جامعة عين شمس، عضو الجمعيتين الأوربية والأمريكية للصحة الإنجابية والخصوبة، قال إن سن الأم وحملها فى سن متقدم بعد عدد مرات من الولادات قد يعرضها لأمراض سوء التغذية والإصابة بالأنيميا نتيجة لفقد كمية كبيرة من العناصر الأساسية المهمة لجسمها مع تقدم العمر.
سن الأم وحملها أكثر من مرة لا يؤثر فقط عليها جسديًا، وإنما قد يؤثر على المولود أيضا، الضرر أيضا قد يقع على المولود ويزيد من احتمالية ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون، ويرجع ذلك إلى أن الأم فى سن كبيرة خاصة بعد سن الأربعين تكون البويضات ضعيفة مما قد يؤدى إلى مشاكل الكروموسومات، بالإضافة إلى انخفاض معدل الخصوبة لدى الزوجين التى تسبب فى ولادة أطفال منغوليين ومصابين بالعديد من الأمراض الذهنية والعقلية، بجانب قلة وزن المولود وضعف عضلاته ومناعته.
وأضاف دكتور تامر أن سن الأم المتقدم قد يتسبب فى مشاكل أثناء عملية الولادة نتيجة لضعف عضلة الحوض، مما يؤدى إلى تهتك الرحم وقد يرجع ذلك إلى نقص نسبة الكالسيوم فى العضم، بالإضافة إلى زيادة احتمالية وفاة الطفل أثناء مرحلة الولادة نتيجة للضغط الذى يتعرض له.
علاوة على ذلك فإن الأم التى تقبل على الحمل فى سن متقدم تزيد نسبة إصابتها بمرض السكر أثناء فترة الحمل، ولا سيما سرطان الثدى بسبب اضطراب الهرمونات فى فترة الحمل بما لا يستحمله الجسم والعضلات فى هذا السن.