رأى عدد من الأدباء والنقاد أن شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتى تداعت أحداثها تباعًا، قد أعادت ثقة العرب فى الشعب المصرى مجددًا، واكتسبت حتى الآن احترام شعوب العالم بأكمله، موضحين أن مصر تمر الآن بمرحلة خطيرة جدًا تعتمد على ثقة هؤلاء الشباب وإصرارهم على الحرية فى مواجهة النظام السلطوى الذى يتنازل تدريجياً عن عناده. وحول ما يشهده ميدان التحرير حاليًا من اعتصام لشباب الثورة ومحاولات النظام فى التفاوض مع هؤلاء الشباب، توجهت اليوم السابع إلى عدد من الأدباء والنقاد لمعرفة آرائهم فى استمرار اعتصام هؤلاء الشباب. ومن جانبه، قال الناقد الدكتور صلاح فضل ل"اليوم السابع": أعتقد أن مصر فى مخاضٍ عظيم وأليم معًا بدأه الشباب بمفاجئة ضخمة لم نكن نتوقعها وأذهلتنا بوعيها الثورى وتصميمها على الحرية والعدالة وشجاعتها فى مواجهة النظام السلطوى القمعى، وأن هذه الثورة الشابة ردت الروح لمصر واستعادة ثقة العرب بها واكتسبت حتى الآن احترام شعوب العالم بأكمله. ومنذ عقود وأنا أؤمن أن مستقبل مصر فى الحرية والديمقراطية، وأعلن أن المثقف الذى لا تتضح لديه هذه الرؤية مطعون فى وعيه وقدرته على أداء رسالته الثقافية، وأشك فى جعل الحرية، كما قلت معيارًا جماليًا للحكم على الأعمال الإبداعية وقد ازداد يقينى بهذا المبدأ عندما أطالع فجر هذا التحول الديمقراطى ينبثق من ميدان التحرير مع الإصرار الكامل على أن مصر لا بد وأن تنعم بدولة مدنية وعدالة اجتماعية وتداول سلمى للسلطة. وقال الروائى يوسف القعيد، لقد أصبح الموقف الآن متداخلاً بطريقة غريبة، ففى اللحظة التى يتفاوض فيها أشخاص مع نائب رئيس الجمهورية، يعلن المعتصمون بميدان التحرير أن هؤلاء المتفاوضون لا يمثلونهم، وبدا الموقف وكأننا فى لعبة لا يعرف فيها الثواب من الخطأ، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الأطراف غير جادة فيما تقوله، واستثنى من ذلك شباب ميدان التحرير. وأضاف القعيد، أحرص دائمًا على دعم هؤلاء الشباب المعتصمين بكل ما أملك، وأتابع كل جديد وأكتب، وحصرت على حضور تشييع جنازة الشهيد الصحفى أحمد محمد محمود الذى قتل برصاص رجال الأمن، وبرغم كل الإيجابيات والسلبيات التى نستمع إليها إلا أنه لا ينبغى علينا أن نتأثر بما يدور فى الشارع من أى كلام ضد هؤلاء الشباب الطاهرين. وقال الشاعر والمترجم رفعت سلام فيما لو نجحت الثورة فى تحقيق مطالبها كافة، وذلك ما نأمله جميعًا فسوف تحل الديمقراطية مع الكثير من المكاسب الأخرى كالقضاء على الفساد ووقف القمع وتحقق الكرامة للمواطن المصرى، وبالتالى فلا بد من انتقال إلى نظام آخر بدون أدنى تلاعب، ولا بد للحرس القديم الذى قمع الشعب المصرى على مدى ثلاثين عامًا دون أن يحقق له شيئًا، أن يرحل الآن، وأن يخلى الساحة لمن يستطيعوا أن يتقدموا بنا إلى الأمام وإلى حياة مغايرة. وأضاف سلام دورى هو دور كل الأدباء والمثقفين، بالحرص على مستقبل هذا البلد ودعم الثورة المصرية بكل شىء مهما يكن، ابتداءً من إعلان موقفنا واضحًا بلا لبس والتأكيد على تأييد مطالب هذه الثورة الشريفة. وفى نفس السياق، قال الشاعر عماد فؤاد المقيم حالياً بخارج مصر، دعنا نسأل: ولماذا حدث ما حدث إن لم يكن بحثاً عن الديمقراطية وعن العدل وعن كرامة الإنسان المصرى البسيط، وعن حق الناس، ما حدث وسيحدث وسيستمر هو البحث عن حياة كريمة للناس، الثورة التى تتصاعد الآن فى مصر كلها أكبر مما يظنه أو يصوره نظام مبارك للناس المخدرين خلف شاشات كذب أنس الفقى. وأضاف فؤاد، هناك حالة من الانفجار بالفعل، وتزداد يوماً بعد يوم، خاصة بسبب ما يفعله هذا النظام، وهو يحاول جاهداً أن يبدو أمام الشعب المصرى، وكأنها (مش فارقة معاه). واستكمل فؤاد: "برأيى أن أهم منجز فيما حدث هو كسر حالة جمود الشعب المصرى التى استمرت طويلاً، المصرى خرج من القمقم، وعلى الجميع أن يعى هذا، ولن يتهاون مرة أخرى فى حقوقه". وأضاف فؤاد: "وما أفعله هو أننى أشارك بقلبى وروحى فيما يحدث، لأننى عاجز عن التواجد بجسدى، أنا مؤمن بنجاح هذه الثورة، لأن المطالب التى تحملها حق مشروع لنا كمصريين عانينا طويلاً".