ذكرت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية" أن السرعة التى ألهمت بها ثورة "الياسمين" فى تونس المتظاهرين المصريين، أرجحت أن هناك موجة ثورة عاتية ستعصف بدول الشرق الأوسط مثلما عصفت بكتلة أوروبا الشرقية الشيوعية وأدت إلى انهيارها، ولكن إذا ما كانت حكومات المنطقة ستتصدع مثل "الستار الحديدة"، أو ستتمكن من حفظ قوتها مثل الحزب الشيوعى الصينى بعد قمعه فى ميدان "نيانانمن"، يبقى أمرا مجهولا، غير أن الصحيفة استبعدت اندلاع المزيد من الثورات فى العالم العربى. أرجحت الإطاحة السريعة بالرئيس التونسى، زين العابدين بن على أن نظيره المصرى سيقع بنفس السرعة، ولكن قمع المظاهرات المناوئة للحكومة والصحفيين فى مصر الأسبوع الماضى كان خير تذكرة على أن تغيير الأنظمة ليس بالأمر البسيط، وأنه من الصعب التنبؤ بمسار الحركات الجماعية. "فى المدى القريب، أعتقد أنه سيكون من السذاجة أن نفترض أن كل الدول العربية ستكون ديمقراطية، فهذه ليست أوروبا الوسطى أو أوروبا الشرقية، والظروف ليست مواتية بعد لأن يحدث هذا، كما أنها أكثر شدة"، هكذا أكد لارى دايموند، مدير مركز الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون فى معهد فريمان سبوجلى للدراسات الدولية فى جامعة ستانفورد. ومضت الصحيفة تقول، إنه مما لا شك فيه ساهمت الأحداث فى مصر وتونس فى تنشيط العرب الذين لطالما سعوا للحصول على صوت سياسى وهز عروش زعماء المنطقة الذين لطالما شعروا بالأمان فى بروجهم المشيدة. وعلى ما يبدو، سارع بعض الحكام على تهدئة الشعوب، مثل ملك الأردن الذى أقال حكومته، ورئيس اليمن الذى وافق على عدم السعى للترشح مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية، بينما أكد الرئيس الجزائرى أنه سيلغى قانون الطوارئ، فى حين يعرض البرلمان الكويتى الأموال على المواطنين وتقديم الغذاء لهم مجانا على مدار 14 شهراً. ولكن حتى دون اتخاذ هذه الإجراءات التصالحية، كل دولة من هؤلاء لديها أسبابها فى عدم السير على خطى ثورة تونس، فمثلا يحظى الملوك فى دول مثل المغرب والأردن مكانة خاصة.