باتت الحدود المصرية الفلسطينية والمصرية الإسرائيلية محط أنظار الأمريكيين والأوروبيين على حد سواء، وخصوصا معبر رفح البرى ومعبر كرم سالم أو "كيرم شالوم" بالعبرية. زاد الاهتمام بالحدود المصرية الفلسطينية والمصرية الإسرائيلية بعد عام 2005، وتنفيذ اتفاقية المعابر التى وقعتها السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة فى حركة فتح والاتحاد الأوروبى وإسرائيل، وارتفعت معدلات الاهتمام بالحدود بعد قيام حركة حماس باجتياح الحدود المصرية 23 يناير الماضى، مما دفع إسرائيل للضغط بدعوى وقف تهريب السلاح لقطاع غزة المحروم أساسا من الغذاء الذى يأتى فى المرتبة الأولى للأولويات البشرية، وأعلنت إسرائيل أن حماس تهرب السلاح بل تتدرب فى صحراء سيناء وتعتبرها مخزنا لأسلحتها والمتفجرات التى تنوى استخدامها. وظلت المعابر هى الورقة الأساسية التى تستخدمها إسرائيل من أجل تضييق الخناق على الشعب الفلسطينى المحاصر وتعذيبه، فكانت ترفض إدخال المعونات الطبية للقطاع وتسمح بدخول الأرز والدقيق، والسؤال الذى يفرض نفسه: هل سيستمر حج المسئولين الأجانب للحدود؟ ومتى تنتهى مثل هذة الزيارات غير المرغوب فيها؟ خاصة بعد الزيارة الأخيرة لمارجريت سكوبى السفيرة الأمريكية للحدود ولمعبر رفح؟ زيارات أعضاء الكونجرس اهتم أعضاء الكونجرس الأمريكى بالحدود فلا تكاد تمر زيارة لهم لمصر إلا ويزورون الحدود المصرية الفلسطينية، فى ظل ارتفاع نغمة الأنفاق الحدودية الخاصة بحماس، رغم كونها مخصصة لتهريب المواد الغذائية وقطع الغيار والسجائر. اليوم السابع يرصد أسرار وتفاصيل الزيارات الأجنبية للحدود المصرية الفلسطينية والتى تتابعت على النحو التالى ... - فى 26 مارس تفقد وفد أمريكى برئاسة جون تيرى الحدود المصرية مع قطاع غزة. - فى 29 أبريل 2008 زار وفد وكالة التنمية الفرنسية الحدود برئاسة فيليب لوكرينية. - فى 15 مايو 2005 زار وفد أمريكى برئاسة الملحق العسكرى الجنرال فلوريد وليامز و3 خبراء عسكريين، مطار الجورة ومعبرى كرم سالم ورفح والجدار العازل بين مصر وغزة وبعض الأنفاق الحدودية المدمرة، وقام نفس الوفد بزيارة أخرى فى 21 مايو للحدود، لبحث أماكن تركيب الأجهزة الحديثة الخاصة بكشف الأنفاق . - فى 16 يونيو وصل 14 خبيرا أمريكيا ومهندسا عسكريا والملحق العسكرى الجنرال فلوريد وليامز والملحق السياسى والاقتصادى ديفيد برنز، للحدود لتركيب الأجهزة والتأكد من سلامتها بعد تدريب عسكريين مصريين على استخدامها فى أمريكا والتى تكلفت 28 مليون دولار واستمر عمل الخبراء لمدة 15 يوما، غادر معظمهم فى أول يوليو. - فى 1 يوليو قبل مغادرة الوفد الأمريكى تفقد أحد أعضاء الكونجرس و4 خبراء عسكريين أمريكيين، وخبيران ألمانيان الأجهزة والعاملين عليها لمتابعة النتائج الإيجابية، بتكليف من الكونجرس الأمريكى للجنتى الشئون الخارجية والأمن القومى والمعونات، وتم خلالها فحص الأجهزة بواسطة خبيرين ألمانيين، مما يؤكد أن الأجهزة ألمانية الصنع. - فى 6 يوليو تفقد 4 خبراء أمريكيين الحدود والأنفاق التى ضبطت وفاعلية الأجهزة، حيث أعلن خلال الفترة التى تم تركيب الأجهزة فيها عن ضبط 13 نفقا جديدا مات فيها 5 فلسطينيين. - فى 13 يوليو الجارى زارت السفيرة الأمريكية الحدود ومعها الملحق العسكرى والملحق السياسى، وخبراء آخرون وتابعوا عمل أجهزة ومعبرى رفح وكرم سالم والجدار الحدودى. كان وفد الكونجرس الذى رأسه ستيف إسرائيل والذى ضم 8 أعضاء آخرين، هو أول وفود الكونجرس التى بدأت زارت الحدود المصرية خلال 2008، وكان غرضها تفقد الأنفاق المضبوطة والوقوف على جهود تدميرها، وتبعتها زيارات عديدة لأعضاء الكونجرس ومسئولين غربيين فى ظل اقتطاع 28 مليون دولار من أموال المعونة المصرية، لشراء أجهزة حديثة للقضاء على الأنفاق الحدودية التى تحولت لكابوس مفزع لإسرائيل بزعم أن الأنفاق مصدر الصواريخ والقنابل. زيارات عسكرية شهدت الحدود المصرية أيضا العديد من الزيارات العسكرية للملحق العسكرى الأمريكى والملحق الجوى، وعددا من الخبراء والمهندسين العسكريين بغرض الوقوف على تأمين الحدود وبالتالى تأمين إسرائيل الصديقة، وتطرقت الزيارات لسبل مواجهة المتسللين والأنفاق والحد الفاصل بين مصر وغزة والأجهزة الجديدة، التى تواجه الأنفاق ومدى كفاءتها وسبل تشغيلها بعد تدريب عدد من المهنيين المصريين عليها فى أمريكا، واستقدام خبراء أمريكيين لتشغيلها على مدى 15 يوما انتهت منذ أسبوعين، وهو ما دفع السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى لتفقد الحدود للوقوف على ما تم إنجازه والتحقق من تشغيل الأجهزة، وهذا يعطى مؤشرا لانعدام أو ضعف الثقة بين المؤسسسة العسكرية الأمريكية والمؤسسة الرئاسية ممثلة فى السفيرة التى أرادت أن تتأكد بنفسها مما يحدث على الحدود. أما الزيارة الأغرب إذا جاز التعبير فكانت زيارة وفد من ألمانيا للحدود والأخيرة لا علاقة لها بالحدود، لكن فيما ترجح بعض المصادر أن الأجهزة التى اشترتها أمريكا لمراقبة الحدود والأنفاق بجزء من المعونة المصرية ألمانية الصنع، وأن الوفد الألمانى قام بتوضيح سبل التعامل معها وإصلاحها وهو يشير لتعطل الأجهزة التى تكلفت 28 مليون دولار، مما يضع علامات استفهام حول جودتها وزمن تصنيعها، وهو سبب آخر للسفيرة الأمريكية لرؤية الأجهزة والاطمئنان عليها وعلى أمن إسرائيل فى الوقت نفسه، فى ظل عشق السفيرة لإسرائيل التى عاشت فيها سنوات طويلة بالتحديد فى القدس. قالت مصادر أمنية مصرية إن ظاهرة تفقد الحدود بواسطة غربيين ستنتهى قريبا، من خلال الاتفاق على التشغيل الدائم لمعبر رفح البرى وتنفيذ بنود الهدنة بين الأطراف المعنية وإقرارها بصورة كاملة. وقال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إن زيارة السفيرة لسيناء زيارة تقليدية وسبق أن زار السفير السابق سيناء لمتابعة أموال القروض والمنح الأمريكية لجمعيات المجتمع المدنى بسيناء، مشيرا إلى أن زيارة السفيرة للحدود ومعها الملحق العسكرى أمر سبق الاتفاق عليه ضمن برنامج الزيارة بغرض تفقد معبر رفح والحدود والاطمئنان على الجهود المشتركة لتأمينها. وأكد شوشة أن مصر تبذل جهودا ضخمة لضبط الحدود، والقضاء على ظاهرة التسلل والجهود واضحة للعيان.