تحدثت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، عن اعتقال عدد من ناشطى شبكة فيس بوك الإلكترونية، وقالت إنه على الرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها بالنسبة لأغلب المصريين بعد إضراب 6 أبريل الماضى، إلا أن الكثير من الناشطين وعمال المصانع الذين تعاطفوا مع المضربين لا يزالون قيد السجون، أو يعانون من مراقبة الشرطة لهم. اعتقلت الشرطة الأسبوع الماضى أكثر من عشرة من نشطاء الفيس بوك، بمن فيهم أحمد ماهر الذى استخدم هذه الشبكة الاجتماعية فى الإعلان عن إضراب 6 إبريل، ونجح فى الحصول على دعم أكثر من 60 ألف شخص. وكان ماهر قد تعرض للاعتقال والتعذيب من قبل فى شهر مايو الماضى، وأطلق سراحه دون توجيه أى اتهامات له. وبعد أن تحدث ماهر لوسائل الإعلام المحلية والعالمية عن اعتقاله وتعرضه للتعذيب على أيدى عناصر أمن الدولة، أصبح قيد الاعتقال مرة أخرى. قال ماهر قبل اعتقاله، إن ضباط أمن الدولة اتصلوا به تليفونيا، وأرسلوا له رسالة عبر الفيس بوك تقول: "المرة الماضية كانت سهلة، هددنا فقط باغتصابك، لكن المرة المقبلة ستكون أصعب، سيصبح التهديد فعلا". يشير حسام بهجت مدير المبادرة المصرية لحقوق الإنسان، إلى أن اعتقال ماهر و14 آخرين من نشطاء الفيس بوك، مرتبط بالاعتقال المستمر للعمال والأهالى من مدينة المحلة الكبرى،واصفا هذه الاعتقالات بأنها انتقامية، ويقول إن الأجهزة الأمنية تبدو وكأنها لا تزال تخشى الدعم الشعبى الجارف لإضراب 6 أبريل، وتريد أن تمنع أية حركة مماثلة فى المستقبل، عن طريق إرسال رسالة مفادها أن ثمن المشاركة فى مثل هذه الحركات سيتم دفعه. ووفقا لمنظمة هيومان رايتس ووتش، فإن ستة من مواطنى المحلة تم اعتقالهم لأكثر من ثلاثة أشهر دون توجيه اتهامات إليهم، ويواجه 49 آخرين مجموعة من الاتهامات أمام محكمة أمن الدولة العليا، من بينها التجمهر غير القانونى لأكثر من خمسة أشخاص. تقول ساره لى ويتسون، مديرة فرع الشرق الأوسط بالمنظمة الحقوقية الدولية، إنه لا يوجد ما يبرر التعذيب واعتقال المتظاهرين دون أى اتهامات، وأحمد ماهر تم اعتقاله بأحد شوارع الإسكندرية بعد يوم واحد من اعتقال 14 من ناشطى الفيس بوك، لتنظيمهم مظاهرة صغيرة على الشاطىء رفعوا خلالها أعلاماً، وتغنوا بأغان وطنية فى ذكرى 23 يوليو 1952، ويقول المحامون إنهم جميعا وجهت إليهم اتهامات بالتحريض ضد النظام. ويوضح جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن المحامين قد تمكنوا من الاتصال بهؤلاء النشطاء الذين تم اعتقالهم على الشاطىء، فى حين أن الاتصال بماهر كان أصعب بكثير. يقول عيد إنه علم بخبر فصل ماهر عن باقى المعتقلين، وإرساله إلى سجن برج العرب المحتجز به المدون كريم عامر، بعد إدانته بتهم توجيه انتقادات لقادة مصر السياسيين والدينيين. سجن برج العرب، هو السجن الذى تضع فيه الحكومة المعتقلين السياسيين والأشخاص الذين لا تعجبها آراءهم، ويقول عيد إن الشرطة عندما تضع أحد الأشخاص فى هذا السجن، فإن الموقف يصبح خطيراً. ويرى منتقدو نشاط الفيس بوك، إن هناك فارقاً كبيراً بين "غرفة للدردشة" والحركة السياسية، إلا أن الحكومة يبدو وكأنها لا تفرق بين الأمرين. يقول محمد السيد سعيد رئيس تحرير جريدة البديل، إن استمرار الحكومة فى التحرش بماهر وغيره من الناشطين الإلكترونيين، هو جزء من قلقها الشديد إزاء الاستخدامات السياسية للإنترنت، ويعبر عن العودة السريعة إلى حكم الدولة البوليسية. فالدولة تريد فصل الفضاء الإلكترونى عن السياسة، ولذلك فهى تطلق موجة من الإرهاب ضد المفكرين الشباب الذين يمكنهم أن يستخدموا الإنترنت كوسيلة للدخول إلى عالم حرية التعبير.