أنت من الأثرياء يا على

فى واحدة من أغرب التصريحات التى وردت فى العام الماضى، ذلك العام الحافل بالأحداث والتصريحات الغريبة، من رئيس الوزراء أحمد نظيف حيث استند فى تقيمه لحال الشعب المصرى من حيث مستوى المعيشة على معدلات بيع أجهزة التكيف للمواطنين.
فكان الموضوع غريبا جدا، فمن الطبيعى فى هذا الحر الشديد والذى لا يتحمله أى بشر أنك تشترى تكييتفا ولكن إذا كنا نعلم أن هذا الجهاز اللعين والذى يضفى علينا جوا من البرودة المؤقتة والذى نعتبره الشىء الوحيد الذى يشعر بنا ويهون علينا سيكون ضمن إحصائيات الدولة كدليل على ارتفاع مستوى المعيشة لاكتفينا فقط بالمراوح أو على الأقل كنا سنستخدم الجرائد والتى تؤدى نفس الغرض فى حالة استخدام المراوح فى الإحصائية.
الطريف هنا أن من يملكون الأجهزة لم تزد دخولهم منذ الشراء وإن زادت فهذه الزيادة ستذهب فى فاتورة الكهربا والتى تجدها عالية القيمة صيف شتاء!
وأيضا من يملكون التكييفات لا يمكن أن يتجاوزوا بأى شكل من الأشكال ربع الشعب المصرى، بالإضافة أن هذه الإحصائية لم تضع فى اعتبارها ولو لحظة واحدة إن السادة المواطنون الأثرياء يتبعون نظام التقسيط كما يفعلون دائما فى كل متطلبات حياتهم وهذا طبعا بعد أن يتم دفع المقدم من قيمة الجمعية.
هذا التصريح يذكرنى بتصريح سابق للمهندس أحمد عز، حيث استند أيضا فى تقييمه لرفع مستوى المعيشة إلى زيادة عدد السيارات فى القاهرة تحديدا إلى الضعف، وبالطبع أغفلوا القسط والجمعية والشيكات الموقعة بدون رصيد وغيرها وغيرها.
ولكن على الجانب الآخر، وصل عدد سكان مصر والذين يصنفون تحت خط الفقر إلى ما يقرب من 16 مليون مواطن ولمن يقرأ هذا المقال من الطبقات المرفهة، لست أحسد، من هم تحت خط الفقر هم طبقة جديدة أصبح لها مكان بارز فى هرم طبقات المجتمع فكان متعارفا عليه قديما من القمة للقاع الطبقة الثرية– الوسطى– الفقيرة.
ولكن فى عصرنا هذا وفقا للتكيفات أصبحت الطبقات ثرية– فقيرة- تحت خط الفقر، وربنا يستر من الهرم القادم.
فلم لا نهتم بإحصائيات البطالة العنوسة، ظاهرة ارتفاع معدلات الجريمة أو توفير السلع الاستهلاكية لمن يملكون بطاقات التموين والذين قد يصل عددهم على الأقل إلى ثلث الشعب المصرى وبمناسبة البطاقات التموينية، ثم أيضا تحديد صرف هذا السلع واستخراج البطاقات الجديدة الذكية لمن تصل رواتبهم ودخولهم الشهرية إلى 1000 جنيه، وهذا على اعتبار أن من يتقاضى 1200 جنيه من الأثرياء واللى بيركبوا تكيف وبالتالى لا يستحقون الدعم.