قالت صحيفة "جارديان" البريطانية، إن الاتحاد الأوروبى سيهدد لندن بتأجيل مفاوضات الانسحاب من الاتحاد "بريكست" لمدة عام، حال أصرت على مناقشة مستقبل العلاقات التجارية، مع ما يعرف ب"فاتورة الانسحاب" فى الوقت نفسه، الأمر الذى قالت الصحيفة إنه "سيقتل" المفاوضات تماما. ونقلت الصحيفة، فى تقرير نشرته عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الاثنين، عن مصادر بارزة بالاتحاد الأوروبى، قولها إن الأخير سيقابل بريطانيا برد "فظ" إذا أصرت على مناقشة اتفاق للتجارة الحرة بين الطرفين، الذى تسعى إليه بريطانيا بشدة، قبل حل مسألة فاتورة الانسحاب، وهى ما تقول بروكسل إنها التزامات مالية يتعين على لندن الوفاء بها، وحقوق مواطنى الاتحاد فى بريطانيا والحدود فى أيرلندا، ما وصفته الصحيفة بأنه علامة على نفاد متزايد لصبر بروكسل على منهاج المملكة المتحدة فيما يخص "بريكست".
وقال أحد المصادر للصحيفة: "إذا لم يقبلوا المفاوضات المرحلية سنأخذ عاما لرسم مجموعة جديدة من المبادئ التوجيهية للتفاوض، ليعمل بموجبها كبير مفاوضى الاتحاد لبريكست، ميشال بارنييه، مبديا عدم تفهُّم الاتحاد لرغبة لندن فى مناقشة اتفاق التجارة وفاتورة الانسحاب جنبا إلى جنب".
كانت تقارير من الاتحاد الأوروبى قد أكدت أن مفاوضى الاتحاد ل"بريكست"، يطالبون بأن تدفع بريطانيا ما بين 60 و100 مليار جنيه استرلينى حينما تنسحب، وذلك لتغطية المدفوعات البريطانية للاتحاد التى تم الاتفاق عليها بالفعل، الأمر الذى لم تبد لندن مرونة تجاهه.
وألمحت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماى، فى وقت سابق، إلى أن مساهمات لندن المالية فى الاتحاد ستكون "جزءا مهما من المفاوضات"، كما ألمحت الحكومة البريطانية مرارا إلى إمكانية انسحابها دون اتفاق، ما يعنى عدم دفع "فاتورة بريكست"، الأمر الذى حذرت منه بروكسل، ولا تعد تلك المسألة التهديد الوحيد بإفشال المفاوضات، إذ يختلف الطرفان أيضا على كيفية تسوية ملف حرية انتقال كل من الأفراد والسلع والخدمات بين المملكة وبقية دول الاتحاد، فضلا عن الخلاف على أوضاع مواطنى الاتحاد المقيمين فى بريطانيا.
وقالت الصحيفة البريطانية فى تقريرها، إن قادة الدول ال27 الأخرى بالاتحاد، سبق أن اتفقوا رسميا على إعطاء "بارنييه" مجموعة صغيرة من نقاط التفاوض مع لندن خلال قمة فى أبريل الماضى، مؤكدة أن بروكسل لا تعتزم إعادة التفكير فى مبدأ التفاوض على مراحل خلال اجتماع قادتها فى 22 و23 يونيو الجارى، ومن المفترض أن تبدأ المفاوضات رسميا فى 19 يونيو الجارى، وسط حالة من عدم الاستقرار فى الأوساط السياسية البريطانية على خلفية نتائج الانتخابات الأخيرة.
